Blog Fadaa AlAtlas AlMoutawasset News "مازلنا هنا نقاوم وضمائرنا مرتاحة،عندما لانستطيع القيام بعملنا،سنكسر أقلامنا،ولا نبيعها."

أرشيف المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Powered By Blogger

التسميات

رايك يهمنا في شكل ومحتوى البوابة؟

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المشاركات الشائعة

Translate

الجمعة، 21 سبتمبر 2018

مفاهيم حياتية:الصداقة والصديق..والاختيار الصعب؟"الصديق من صدَقك وليس من صدَّقك"

مفاهيم حياتية:
الصداقة والصديق...والاختيار الصعب؟
"الصديق من صدَقك وليس من صدَّقك"
*/*مدونة"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو-محمد عبيد*/*
يختلف البعض في التفضيل عند الاختيار بين الصديق والطريق لانتهاج حياتهم الاجتماعية فإذا كان المثل الشائع يقول:"اختر الصديق قبل الطريق أو الرفيق قبل الطريق"، فهناك من يرى العكس في المثل ويقول:"اختر الطريق قبل الرفيق أو الصديق".
وقبل الخوض في مفهوم وسبل علاقة الصداقة والصديق، أنقل لكم هذه الرواية التي تقارن بين المثالين المذكورين:
"بينما كان صديقان يدعيان محسن وشريف يسيران معا في رحلة طويلة شاقه ظهر لهما دب فجأة، فتسلق محسن شجرة وترك صديقه شريف يواجه الدب بمفرده.
لم يكن أمام شريف إلا أن يرتمي على الأرض ويتظاهر بالموت، لأن الدب لا يأكل جثة ميتة...
جاء الدب ولمس أذن شريف الذي كتم أنفاسه تماما... وإذ ظن الدب أن شريف ميتا فتركه ورحل...
نزل محسن من الشجرة وقال لصديقه: بماذا كان الدب يهمس في أذنك؟...
 أجابه شريف: قال لي: أنصحك ألا ترافق أحدا في سفرك يعجز عن أن يساعدك وغير قادر على مواجهة المخاطر!... 
خجل محسن من نفسه جدا؟!".
 فى هذه الحالة لابد أن نبحث عن الرفيق أو الصديق أولا ليكون على نهج الطريق الذي أنت عليه ليكون الطريق سهلا وليس صعبا... لذلك تبين أن عبارة الطريق قبل الرفيق عبارة غير موفقة... فالطريق السهل بدون رفيق أو صديق يكون صعبا وشاقا... فنعم الرفيق قبل الطريق والجار قبل الدار؟
ويُعَبِّرٔ مفهوم الصداقة عن لقاء الأصدقاء بمحبة ومعاملة حسَنة، ولا بُدّ من مشاركة المشاعر، والهموم، وأطراف الحديث فيما بينهم، فيتأثر كلُّ شخص بمشاعر الآخر، ويصبح أكثر قرباً وتأثيراً... يمكن للصديق أن يصبح شخصاً مقرباً للعائلة وليس لشخص واحد فقط ، بحيث يكون مطلعاً على حياة صديقه الشخصية والعائلية، ويمكن التكلم معه في الأمور التي يصعب طرحها مع العائلة والأقرباء، فالصداقة هي العلاقة الأصيلة التي لا تزول مع زوال المصالح والعلاقات الاجتماعية الأخرى... فالصديق في النهاية هو أخٌ لم تلده الأم، بل هو أقرب من ذلك، وهو ذلك الإنسان الذي يعتبره الشخص مرآة لنفسه.
قال أرسطو الصّديق هو الشخص الذي يكون مقبولاً من الشخص الآخر كما ينبغي، ويبتعد عن المُبالغة والتكلُّف، فُيصبح شخصاً مسايراً لا خير فيه، فالصداقة هي علاقة متبادلة بين الأشخاص الذين يريدون الخير لبعضهم، كما يريدونه لأنفسهم، ويرى البعض أنّ الصداقة تنجح عندما يكون هناك تقارب عمريّ، وتماثلٌ في الاهتمامات والظروف الاجتماعيّة، ولكنها تبقى مكملات ثانوية تبتعد عن الجوهر الأساسيّ للصداقة... فالكثير من المواقف تختبر الصديق الحقيقيّ من الصاحب والرفيق. كون الصداقة هي علاقة إنسانيّةٌ واجتماعيّةٌ بين شخصين أو أكثر، وهي مبنيّة على الصدق، والمحبة، والتعاون، والإخلاص، والتفاهم، والثقة، وتنتهي الصداقة بفقدان أحد هذه الأركان...
وعن اختيار الصديق، قال لقمان: إذا أردت مصاحبة رجل فانظر، فإن كانت محاسنه أكثر فصاحبه.
إلا أنه وللأسف فلقد شكلت آفة المجالس التي غدت في هذا الزمان وباء على أصحابها... فالغيبة والنميمة، وهتك الأعراض، والكيف للآخرين، والكلام الساقط... هي فاكهة معظم المجالس.. والناس لا يجدون المتعة إلا في مثل هذه الأمور... ولذلك كان حريا بالمرء أن يبحث عن جليس خير ويحذر جليس السوء.
فمن الصعب أن يتعرف الإنسان على صفات من يريد صحبته إلا بعد معرفة أخلاقه، وجلاء معدنه، في عُشرة تستغرق زمناً معقولا، لكن، وإن كان الأمر كذلك، فإن الصحبة أصلاً بطبيعتها لا تكتمل إلا بعد فترة من العشرة التي بها تتحقق المعرفة، فلا عذر بعد الفترة لمن أهمل في اختيار أصحابه.
وقد يبدأ مسار الصحبة في مكان يجمع بين الناس كالمدرسة أو الجامعة أو العمل، وقد تبدأ الصحبة بموقف ما، قد تبدأ بمجلس، أو تبدأ بمأدبة عشاء أو غداء فينقدح للنفس ميل تجاه حديث تحدث به، أو سلوك راقٍ سلكه، أو خلق تخلق به، فيتطور ذلك الميل إلى حرص على الصلة به، ودعوته للمناسبات، أو يتطور الأمر إلى ما هو أكثر من ذلك، كصحبة في سفر أو نحوه.
فعلى المرء التدقيق في الاختيار الأفضل عندما يتعلق الأمر باختيار الصديق، لأن للصديق أثراً بالغاً في حياة صديقه وفي تكييفه فكرياً وأخلاقياً، صح في سنن أبي داوود أنه -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل؟ لأن الإنسان مطبوع على سرعة التأثر بالقرناء، سواءً في الخير أو في الشر، وكما قيل:"الطباع صداقة"..
ولعلّ الصديق سُمِّيَ صديقًا لأجل تَلَبُّسِه بهذه الصفة الحميدة... على المرء بإخوان الصدق، فالإكثار من اكتسابهم، فإنّهم عدّة عند الرّخاء، وجُنّة عند البلاء.... إن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالمحافظة على عقيدتنا وأخلاقنا، و طهَّرنا من الدَّنس والشرك، وحذَّرنا من قرناء السوء ومعاشرتهم ، والدمار والهلاك في ارتكاب ما نهى عنه...
إن أخَ الصدق هو ذاك الذي يقدم النصح ويرشدك إلى الخير ويحذرك من مواطئ الناس، هو الذي يساعدك بيمينه ويرفع عنك الأذى بشماله، هو الذي يحافظ على الود والوفاء في الشدة واللين، في الفقر والغنى، في المرض والصحة، هو الذي تجده بجانبك في الملمات، وهو يشاركك في أفراحك، ويواسيك في أحزانك، وهو الذي يحفظ غيبتك، وهو الذي يذكرك في ظهر الغيب ويدافع عنك ولا يطعنك من الخلف، فأقول: أين هم هؤلاء الأصدقاء المخلصون في هذه الأيام؟! إنهم كالكبريت الأحمر في الندرة، وإنهم في النائبات قليل.
ولقد ركّزت بعض الروايات على صفة الصِّدق في الصديق، فعن الإمام علي عليه السلام وصفة الصدق في الحديث المعروف:"صديقك من صدقك ولا من يصدقك".
*********************
ملحوظة :إنجاز مقتبس من قراءات لعدة كتابات في موضوع الصداقة والصديق.