قضية وموقف//في زمن المسخ السياسي //
*النضال والانتخابات والألعاب السياسية الحقيرة*
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو-محمد عبيد*/*
لقد أصبح في هذا الزمن الرديء، كل من هب ودب يدعي النضال والبطولة والريادة، ويسمي نفسه دون أن يسميه الآخرون"مناضلا" .. حتى أحزاب السلطة التي تناسلت خلال مدة وجيزة من الزمن السياسي المغربي الرديء، أصبحت تسمي منتسبيها مناضلين، فأضحت كلمة "مناضل" تعني كل منتم أو منتسبا لحزب مــا، فتساوى في النضال المعارض للسلطة و المنبطح، والمكافح القديم ومن لا تاريخ ولا مرجعية له، إنه زمن المسخ السياسي حقا..كثر المناضلون وعزّ النضال والعطــاء...
المناضل ليس هو المعارض للنظام والداعي إلى إسقاطه، ولا ذاك الذي يملأ الدنيا صخبا هنا وهناك، تارة مستنكرا وأخرى منددا، ومرات أخرى متظاهرا وشاجبا.. نعم كل ذلك يدخل في باب النضال ولكن.. ما ذا بعد الشجب والتنديد والتظاهر و.. و...؟؟
المناضل هو إنسان أولا قبل أن يكون شيئا آخر.. كائن يعلي من قيمة الإنسانية إلى درجة التقديس الذي تستحقه. المناضل هو الذي يوقف حياته على قضية الحرية بمعناها المجرد: حرية العقل والضمير واليد، حرية المعتقد والإيمان والممارسة والتي نعتبر من بينها الخط الانتخابي،الذي يعطيه مضامين اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، حيث تعتبر الانتخابات جزء بسيطا من الجانب السياسي، مما يفسح أمامه المجال للنضال في مختلف الواجهات، وعلى جميع المستويات، في أفق تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بواسطة النضال النقابي، الذي يهدف إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والنضال الحقوقي، الهادف إلى تمكين أبناء الشعب المغربي، من حقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
المناضل ليس هو المعارض للنظام والداعي إلى إسقاطه، ولا ذاك الذي يملأ الدنيا صخبا هنا وهناك، تارة مستنكرا وأخرى منددا، ومرات أخرى متظاهرا وشاجبا.. نعم كل ذلك يدخل في باب النضال ولكن.. ما ذا بعد الشجب والتنديد والتظاهر و.. و...؟؟
المناضل هو إنسان أولا قبل أن يكون شيئا آخر.. كائن يعلي من قيمة الإنسانية إلى درجة التقديس الذي تستحقه. المناضل هو الذي يوقف حياته على قضية الحرية بمعناها المجرد: حرية العقل والضمير واليد، حرية المعتقد والإيمان والممارسة والتي نعتبر من بينها الخط الانتخابي،الذي يعطيه مضامين اقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وسياسية، حيث تعتبر الانتخابات جزء بسيطا من الجانب السياسي، مما يفسح أمامه المجال للنضال في مختلف الواجهات، وعلى جميع المستويات، في أفق تحقيق الديمقراطية، بمضامينها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، بواسطة النضال النقابي، الذي يهدف إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، والنضال الحقوقي، الهادف إلى تمكين أبناء الشعب المغربي، من حقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
فالنضال الاجتماعي المتمثل في العمل على رفع مستوى أداء المدرسة المغربية، وعلى تحسين مستوى الخدمات الصحية، وعلى توفير مناصب الشغل المتناسبة، مع نسبة الزيادة في عدد السكان، وضمان توفير السكن الاقتصادي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين... الخ،
والنضال الثقافي الهادف إلى ضمان التفاعل الإيجابي، بين مختلف الثقافات الوطنية، والجهوية، والإقليمية، والمحلية، وإنماء المشاريع المشتركة بين مختلف المكونات الثقافية، مما يؤدي، بالضرورة، إلى إقرار التعدد الثقافي، الذي يخدم الوحدة الثقافية على المستوى الوطني، ويعضد الوحدة الوطنية، ويحميها من الأخطار الخارجية، والداخلية.
والنضال السياسي، الذي يجعل الجماهير الشعبية الكادحة، تعي أوضاعها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من خلال برنامج سياسي مدقق، يهدف إلى جعل الشعب المغربي، يدرك أهميته، ودوره في تفعيل الممارسة السياسية اليومية، وفي مختلف المحطات الانتخابية، وفي اختيار ممثليه في مختلف المجالس الجماعية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، وفي البرلمان، انطلاقا من الحرص على ضمان نظافة الممارسة الديمقراطية بصفة عامة، والممارسة الديمقراطية الانتخابية بصفة خاصة.
والنضال السياسي، الذي يجعل الجماهير الشعبية الكادحة، تعي أوضاعها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، من خلال برنامج سياسي مدقق، يهدف إلى جعل الشعب المغربي، يدرك أهميته، ودوره في تفعيل الممارسة السياسية اليومية، وفي مختلف المحطات الانتخابية، وفي اختيار ممثليه في مختلف المجالس الجماعية: المحلية، والإقليمية، والجهوية، وفي البرلمان، انطلاقا من الحرص على ضمان نظافة الممارسة الديمقراطية بصفة عامة، والممارسة الديمقراطية الانتخابية بصفة خاصة.
ما يعرفه الجميع، هو أن السياسة في الأصل عمل شريف، ويفترض فيها أن تكون كذلك، رغم أن بعض التعريفات تصفها بغير ذلك، تلك التعريفات التي حاول بعض الفلاسفة ورجالات السياسة تصحيحها ،ومن بين هؤلاء الرجالات شارل ديغول الذي حاول تدارك وتصحيح هذه التعريفات السلبية للسياسة حين قال :"ربما ليس هنالك أخلاق في السياسة، لكن ليس هنالك سياسة حقيقية ومجدية على المدى الطويل بدون أخلاق"..نحن هنا نتفق مع قول ديغول، و نعتقد أيضا أن السياسة عمل شريف ونبيل لأن السياسي يأتمن على حياة وحقوق وأموال وأعراض الناس.
وهذا ما جعل من السياسة في النظام الديمقراطي الدستوري المسؤول شرف وفضيلة. وهذا ما يمنح للسياسي والعمل السياسي في هذا النظام الذي يؤسس للأخلاق السياسة المسؤولة قيمة عليا.. السياسي اليوم في بلدنا الذي يؤسس لدولة الحق والقانون هل اكتسب مثل هذه الخصال الأخلاقية الحميدة التي تجعل من السياسة عمل شريف ونبيل؟، لا اعتقد ذلك، وإذا تابعنا ما يعترف به الناس، وينتقدون به كثيرا من أعضاء الطبقة السياسية الحاكمة في الصحف الورقية والالكترونية وفي مواقع التواصل الاجتماعي الساخرة، فسنجد أن انعدام الشرف السياسي أصبح الظاهرة السياسية الأبرز. فما نراه اليوم هو ان كل سياسي قبل الوصول الى كرسي السلطة يبدل الغالي والنفيس بمكر ودهاء وهو يتكلم باسم الشعب والمصلحة العليا للوطن، وتراه في بحر ذلك يعد الناس بإدخالهم إلى جنة عدن إذا ما وقفوا إلى جانبه وصوتوا لصالحه. لكن ما أن يصل على أكتاف جماهير الناس المخدوعين حتى تراه قد تنكر لأصله ولغالبية الشعب، وتراه أكثر من ذلك، يخدم منافعه الخاصة ومصالحه العائلية والحزبية ومصالح الحاشية أو العصابة المنافقة التي ساهمت في إنجاحه ولو على حساب المصلحة العامة، وتراه يسمي عمله هذا للأسف ب"الشطارة".. وهذا ما جعل من السياسة اليوم تفقد شرفها مع هذا النوع من الكائنات البشرية السياسية القذرة. هذا النوع من السياسيين الثعالب وما أكثرهم حين نريد إن نتعامل معهم أو نريد أن نحدد سماتهم، نجدهم مثل "الجاكيت"، الذي أحد وجهيه من الصوف والآخر من الجلد – أي يلبس على "الوجهين"– بل إن منه ما بإمكانك أن ترتديه على أربعة أو خمسة وجوه، وفق "ثمن"القماش ونوعه. وأينما وليت وجهك في المقاهي والأندية والشوارع والفيسبوك وشاشات الفضائيات تراهم يثرثرون ويخطبون ود الناس...
كل ما نرى من مهازل والعاب و تفاهات بهلوانية سخيفة في كل موسم من مواسم السيرك الانتخابي العجيب، فكيف ننتظر مثلا من حزب سياسي أن يدافع عن مصالح الشعب وهو حزب ليس فيه من المناضلين سوى الرئيس وبطانته الفاسدة والختم، وترى هذا الرئيس بعد بيات شتوي طويل يتحوّل في مواسم الانتخابات إلى أشبه ما يكون بصعلوك كأنه يرأس شركة ذات المساهم الواحد، يتاجر في سلعة وهمية مقابل مئات الملايين، ليحتال على أميين ومغفلين وطماعين أصحاب "الشكارات" الذين يشترون منه التزكيات؟.. أفلم تساهم مثل هذه الأحزاب الوصولية الطفيلية بأفعالها القذرة في تحويل مبدأ وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، إلى مبدأ وضع الرجل غير المناسب في المكان الخطأ؟، ألم تساهم مثل هذه الأحزاب في تولي العدد الأكبر من الوصوليين الطفيليين غير الأكفاء مسؤوليات اكبر منهم وليس لديهم مؤهلات لتوليها ؟.. ثم ماذا ننتظر من أحزاب تلعب لعب الأطفال ويجرف بعضها البعض ويكيد بعضها لبعض وما أن ينتهي العرض حتى تسدل الستارة الثقيلة على الجماهير لتعيش عرسها الحقيقي الذي خطفته من الشعب الذي أوهموه في البداية بأنه عرس أقيم من أجله كشعب؟، ثم يا تُرى هل من الأخلاق أن يدفع الوطن والشعب ثمنا لصراع الساسة على مصالحهم الخاصة والعائلية؟..
لن نحتاج إلى خمسة أمخاخ لكي نفهم لماذا يحتقر ويهمش سياسيو البلد أبناء شعبهم؟، لأن السبب بكل بساطة هو أن كل ما يملكه الشعب من وسائل الإطاحة السلمية الانتخابية بالسياسيين الذين افقدوا السياسة شرفها أصبح في"اللعبة" بيد السياسيين أنفسهم عبر التزوير والكذب وإطلاق المال السائب...
فماذا يمكن أن ننتظر من مواطن يعيش في ظلمة الهامش برطوبتها وقساوتها الباردة ولا دور له في"اللعبة" التي لا يلعبها إلا ما يسمونه ب"الكبار" دفاعا عن مصالحهم الخاصة بلا شرف سوى أن يعزف عن الانتخابات ويتخذ حيالها موقف الفرجة والسلبية، أو يبيع صوته بأبخس الأثمان مادام الأمر يتعلق بما يسمى ب"اللعبة"التي تفتقد إلى الجد...
وإنها لأكثر من لعبة سخيفة ومقيتة حقا!.