أسرة السلالية الهالكة بإقليم إفران وائتلاف حقوقي
يطالبان
الدولة بتحقيق نزيه وتعميق البحث في السبب
الحقيقي للوفاة
لاتزال قضية السلالية الهالكة فضيلة عكيوي، والتي توفيت عقب مشاركتها في الوقفة الاحتجاجية التي تمت أمام مقر الجماعة الترابية لسيدي المخفي يوم الأربعاء 26 شتنبر 2018، نتيجة تدخل القوات العمومية لفض مسيرة لسلاليات وسلاليي قبيلة آيت مروول الواقعة بتراب قيادة عين اللوح المطالبين بحقهم في استغلال أراضيهم الجماعية بعين عرمة، بعد أن وزع نواب من الجماعة المال المحصل من كراء جزء من الأراضي فيما بينهم وبين بعض الرجال!؟... بعيدا عن المساطر القانونية الجاري بها العمل في هذا المجال..إذ تطالب أسرة الهالك بإجراء الخبرة في تقرير تشريح جثة فقيدتها وبالعمل على فتح تحقيق نزيه وتعميق البحث في السبب الحقيقي وراء وفاة فقيدتها التي كانت المعول الوحيد لها.
الهالكة -وبحسب تصريحات جمعها منبرنا الإعلامي من أقارب الهالكة- جاءت وفاتها نتيجة تعرضها لاختناق على إثر ما قام به أحد أفراد القوات المساعدة الذي لف العلم المغربي حول عنقها... وإن كان من جهة أخرى قد فند الرد الرسمي الصادر عن الدوائر المسؤولة إقليميا هذه الادعاءات معتبرا أن السيدة أصيبت بأزمة قلبية أثناء تفريق الوقفة الاحتجاجية، وأن عناصر القوات العمومية لم يكن لها دخل في وفاتها.
أسرة الهالكة مافتئت تطالب بإعادة تشريح جثة فقيدتها، مشككة في خلاصة نتيجة التشريح الطبي التي أشرت على أن الوفاة عادية، إذ لم تستوعب لحد الآن تلك الظروف التي رافقت وفاة قريبتها إذ بجرد وقوعها على الأرض خلال الوقفة وعلى خلفية ما تعرضت له من عنف فاقدة وعيها، حيث حضرت سيارة الإسعاف ونقلتها إلى المستشفى، وليعلن عن وفاتها ومطالبة الأسرة بتسليم الجثة... إلا أن الأسرة رفضت تسلمها، مما حدا بعامل إقليم إفران إلى دعوة أفراد منها في محاولة منه للتخفيف عليهم من الصدمة ومتقدما لهم بعبارات المواساة والعزاء، قبل ان يطلب منهم الخضوع لقضاء الله في هذا المصاب، وأنه سيتكلف بعملية الدفن... مما جعل أفراد الأسرة يتمسكون بعدم تسلم الجثة وإخضاعها للتشريح الطبي، وكون لم تنفع المحاولة، اجتهد في إغرائهم وأحيانا بأسلوب ترهيبي لتحميلهم مسؤولية رفض تسلم الجثة... ومطالبا منهم الثني عن اتهام رجال القوة العمومية بالتسبب في وفاة قريبتهم...
وأضاف أفراد من أسرة الهالكة في تصريحاتهم، إن كل شيء مر بالسرعة حيث تكفلت السلطات الإقليمية بدفن جثة قريبتهم في اليوم الموالي من وفاتها دون ان تطلعهم على نتيجة التشريح الطبي الذي جاء فيه ان الوفاة عادية جاءت إثر أزمة قلبية... "ان ما جاء في هذا التقرير ما هو إلا ادعاءات متناقضة -" تقول أخوات الهالكة- قبل أن تضيف، خاصة حين أشار التقرير أن سن الهالكة يبلغ ال50سنة في حين تثبت وثائق مدنية أن سنها لا يتعدى ال38سنة، تضمن وقائع وحالات مخالفة لما كانت عليه الوضعية الصحية للهالكة فور تعرضها للتعنيف، ولو بالإشارة إلى ما وقع لفقيدتهن ميدانيا خلال الوقفة من تعنيف... واستغربوا كيف أنه في الغد تم دفنها رغم عدم قبولهم تسلم الجثة؟!... ليبلغ إلى علمهم أن الجثة تم تسليمها وأنها في طريقها إلى الدفن بقريتهم أمغاس!!!... وحين استفسارهم عن من تسلمها؟ جاءهم الرد أن النيابة العامة هي التي تكفلت بذلك...
"كل هذا في غياب توصلنا بتقرير الخبرة /التشريح الطبي الذي فقط بعض فوات 5أيام من النازلة تمر تمريره ونشره من بعض الفايسبوكيين قبل أن يتم ترويجه إعلاميا من بعض المواقع الالكترونية، في حين لم نتوصل بأية نسخة منه كطرف معني بالموضوع، وأننا فقط اطلعنا عليه في الفايسبوك بعد علمنا أن الوثيقة المعنية بنتيجة التشريح قد تم نشرها في هذه المواقع التواصلية الاجتماعية والإلكترونية؟!"- تؤكد إحدى أخوات الضحية...
ولقد دخلت هيئات حقوقية "الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان" على خط التضامن والترافع في هذه القضية حيث طالب الائتلاف الذي يضم21جمعية حقوقية عدة جهات مسؤولة في الدولة وفي مقدمتهم رئيس النيابة العامة بالمملكة، ووزير الداخلية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان -كل حسب اختصاصه أو صلاحياته- بتحمل مسؤوليتهم الكاملة من أجل التحرك العاجل باتخاذ تدابير عملية لتعميق البحث ولضمان التحقيق النزيه في وفاة المواطنة فضيلة عكيوي أثناء مشاركتها في مسيرة سلمية نواحي مدينة أزرو.