مدونة فضاء الأطلس المتوسط نيوز "مازلنا هنا نقاوم وضمائرنا مرتاحة،عندما لانستطيع القيام بعملنا،سنكسر أقلامنا،ولا نبيعها."

أرشيف المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Powered By Blogger

التسميات

رايك يهمنا في شكل ومحتوى البوابة؟

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المشاركات الشائعة

Translate

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2025

الكرسي الذي لا يُغادر.. حتى لو احترق صاحبه

 
فضاء الأطلس المتوسط نيوز/بقلم: سيداتي بيدا

في دول العالم المتقدم، يُنظر إلى المنصب السياسي كوسيلة لخدمة الناس، وفرصة للمساهمة في تطوير الوطن، ومجال يُكافأ فيه المجتهد ويُحاسب فيه الفاشل. 
أما في عالمنا، فالأمر مختلف تمامًا. هنا، الكرسي ليس مجرد مقعد… بل هو "قدر"، "مصير"، وربما "حياة أو موت".
المنتخبون عندنا – وما أكثرهم – لا يأتون للمسؤولية بل يأتون للجلوس. يجلسون ثم يتشبثون، ثم يذوب الكرسي في أجسادهم إلى درجة أن فصله يحتاج إلى عملية جراحية معقدة، أو جرافة، أو ثورة شعبية إن أمكن! أما التنازل الطوعي، فهو من علامات الساعة الصغرى.
يتحول الكرسي إلى قطعة أثرية مقدسة، لا تُلمس، ولا تُسأل، ولا يُقال عنها "كفى". بعضهم لا يكتفي بولاية أو اثنتين، بل يصاب بـ"متلازمة الخلود السياسي". وتبدأ المسرحية: تعديل قوانين، تبرير الفشل، تحميل المعارضة المسؤولية، ثم ترشيح جديد. وهكذا، في كل دورة انتخابية، يعود نفس الوجه ونفس الخطاب ونفس الوعود التي لم تُحقق منذ التسعينات.
اللافت في الأمر أن هذا التمسك لا يأتي من وفرة في الإنجازات، بل من ندرة في الضمير. بعضهم يخسر سمعته، رصيده، ثروته، وربما حتى عائلته، لكنه لا يُفكر لحظة في ترك الكرسي. يغامر بكل شيء… إلا المنصب. بعضهم يُصاب بوعكة صحية، يدخل المستشفى، وربما العناية المركزة، ثم يُخرج من هناك بيانًا يؤكد فيه "استمراره في أداء مهامه الوطنية"، وكأن الوطن سيتوقف إن توقف هو!
والأطرف من ذلك، أن بعضهم بدأ فعليًا في التفكير في التوريث. لا يهم إن كانت الديمقراطية ترفض ذلك، فالعائلة أولى بالميراث. الابن مستعد، الزوجة جاهزة، وابن العم في الانتظار. شعار المرحلة: "الكرسي لا يُغادر العائلة"!
وهكذا، تتحول الانتخابات من فرصة للتغيير إلى مسرحية إعادة تدوير نفس الوجوه، ويصبح الكرسي غاية في حد ذاته، لا وسيلة لخدمة الناس. والمحصلة؟ وطن يشيخ، مؤسسات تترهل، وكفاءات تُقصى… فقط ليبقى سيادة "المنتخب" فوق الكرسي، حتى وإن تحول الوطن كله إلى رماد.
هل نلومهم؟ ربما. لكن الأهم أن نسأل: من يزرع فيهم هذا الإحساس بالخلود؟ أليس هو صمت الناس، وضعف المحاسبة، وغياب التداول الحقيقي للسلطة؟ الكراسي لا تلتصق إلا إذا كان الجو العام يسمح بذلك.
أما الحل؟ فربما في إعادة تعريف المنصب كـ"تكليف لا تشريف"، وأن يُكتب على كل كرسي في البرلمان والمجالس المحلية والوزارات: "هذا المقعد يُغادر طوعًا أوقسرا

المغرب وموريتانيا... توأمان في ثوب مختلف

 

فضاء الأطلس المتوسط نيوز/ بقلم : سيداتي بيدا  (عضو الاتحاد الدولي للصحافة العربية)

رغم الحدود الجغرافية التي تفصل بين المغرب وموريتانيا، إلا أن العلاقات بين الشعبين، خصوصًا في المناطق الصحراوية جنوب المملكة المغربية، تتجاوز المفهوم التقليدي للدول، لترسم صورة نادرة لمجتمع متجانس ثقافيًا ولغويًا واجتماعيًا، في مشهد يندر وجوده في مناطق أخرى من العالم.
يشكّل الفضاء الحساني الممتد من جنوب المغرب إلى عمق الأراضي الموريتانية وحدة ثقافية متميزة تُعرف باسم "مجتمع البيظان"، وهو مجتمع تشكّل عبر قرون من التداخل العائلي، والتواصل الثقافي، وتوارث اللغة والعادات والتقاليد.
تتميز منطقة الصحراء المغربية، وبالخصوص مدن مثل كلميم طانطان اسا العيون، السمارة، الداخلة، وبوجدور،... بتشابهٍ كبير مع المجتمع الموريتاني، حيث يسود اللسان الحساني كلغة يومية، ويُمارس التراث الحساني بنفس الطريقة والأسلوب، من الشعر، إلى الموسيقى، إلى اللباس وحتى الطقوس الاجتماعية المرتبطة بالأعراس والمناسبات الدينية.
تُعد علاقات المصاهرة أحد أبرز أوجه التقارب الاجتماعي بين شعوب هذه المنطقة. فمن الطبيعي أن تجد في الأسر الصحراوية أبً موريتاني وأمً صحراوية مغربية أو العكس ، دون أن يُشكّل ذلك أي نوع من الغرابة أو الاختلاف. فالعادات، واللهجة، والتقاليد، بل وحتى الشبه في الملامح والزي التقليدي (الدراعة والملحفة)، تجعل التمييز بين الطرفين شبه مستحيل.
هذه المصاهرات تعزز روابط الدم والانتماء، وتعمّق من الإحساس المشترك بالهوية، في ظل احترام متبادل وتاريخ طويل من التعايش والتفاهم.
لا يمكن الحديث عن العلاقات بين المغرب وموريتانيا دون التوقف عند اللغة الحسانية، التي تُعتبر لسان حال سكان المناطق الجنوبية المغربية وشرائح واسعة من الشعب الموريتاني. هذه اللهجة، الغنية بمفرداتها العربية الأصيلة، ليست فقط وسيلة للتواصل، بل وعاءٌ حضاري ينقل الشعر، والأمثال، والحِكم، ومرويات التاريخ الشفوي التي تُشكّل ذاكرة المنطقة.
وقد حرصت المملكة المغربية، من خلال مؤسساتها الثقافية، على الحفاظ على الموروث الحساني ودعمه، باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، كما تم دسترة هذا المكوّن في دستور 2011، تأكيدًا على غناه ودوره في الوحدة الثقافية المغربية.
على الصعيد الاقتصادي، يُعد المغرب الشريك الأكبر بمورينانيا في القارة الأفريقية حيث يشكل 50بالمئة من واردات موريتانيا وتتنوع الصادرات المغربية ما بين المواد الغذائيه والمنتوجات الزراعية والسلع المصنعة 
كما يسجل حضوره واسع للشركات المغربية في السوق الموريتانية خصوصا في قطاع التجارة في الإتصالات والخدمات المالية.
تؤكد الروابط بين المغرب و موريتانيا ان التقارب الحقيقي ليس سياسيا فقط بل ثقافي واجتماعي وانساني في الاساس
 و تعد منطقة الصحراء جنوب المغرب تجسيدا لهذا النموذج الحي لعلاقة شعوب توحدها اللغة والعادات والمصير المشترك.