فضاء الأطلس المتوسط نيوز/محمد عبيد
يعرف موسم حصاد الزيتون الحالي بداية مُشجّعة، ومن المتوقع أن يكون أفضل بكثير من سابقه، مما يشير إلى تحسن العرض وإعادة توازن الأسعار في السوق، شريطة أن تبقى الظروف الجوية مواتية".
ويتوقع أن يشهد الإنتاج، الذي تأثر بالجفاف العام الماضي، انتعاشًا ملحوظًا. ويقدر أنه "قد يتضاعف، مما يشير إلى مما يشير إلى تحسن العرض وإعادة توازن الأسعار في السوق.
فبعد انتشار شائعة تزعم إعادة شحنة زيت زيتون مخصصة للتصدير، اضطر قطاع زيت الزيتون المغربي إلى الرد للدفاع عن سمعة زيت الزيتون في البلاد.
وتنفي المنظمة المهنية أي مخالفات، وتؤكد على الجهود المبذولة لتعزيز الرقابة والتتبع وجودة المنتج.
ويأتي هذا الجدل مع بدء موسم حصاد جديد،.
في هذا الصدد، تجد المنظمة المهنية المغربية لزيتون الزيتون نفسها في قلب اهتمام غير مألوف.
ففي الأيام الأخيرة، انتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي وفي بعض وسائل الإعلام بسرعة، زعمت هذه الشائعات أن دولة أوروبية أعادت شحنة زيت زيتون، متذرعةً بأسباب صحية.
وأثار هذا الخبر تساؤلات حول جودة الزيوت المخصصة للتصدير، وهو قطاع استراتيجي لصناعة الأغذية الزراعية المغربية.
نظير هذه الادعاءات، أصدرت نقابة "إنتربروليف"، وهي اتحاد مهنيي الزيتون، نفيًا قاطعًا، مُنددةً بالمعلومات التي تفتقر إلى أي أساس علمي أو توثيق.
اعتمدت "إنتربروليف" على بيانات المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، بالإضافة إلى اتصالات مباشرة مع السلطات البلجيكية، البلد الذي تدور حوله هذه الشائعة.
وأكدت الأخيرة أنها لم تُعِد أي شحنات من زيت الزيتون المغربي لأسباب صحية، ولم تُصدر أي تنبيهات بهذا الشأن.
ووفقًا لاتحاد المهنيين، فإن هذه "معلومات كاذبة" قد تُلحق ضررًا جسيمًا بسمعة منتج يُصدّر إلى العديد من الأسواق الدولية، ويُعتبر من أبرز المنتجات الزراعية في البلاد.
وبعيدًا عن هذا النفي، تُؤكد "إنتربروليف" مجددًا أن القطاع مُنخرط منذ عدة سنوات في عملية تحديث هيكلي.
بالشراكة مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA)، تم تنفيذ مبادرات تدريب ومراقبة ودعم فني لمعاصر ومزارع زيت الزيتون.
الهدف هو مواءمة ممارسات الإنتاج مع المعايير الدولية، وتحسين إمكانية التتبع، وترسيخ ثقافة الجودة حتى أصغر حلقة في السلسلة.
تُعدّ هذه المبادرة جزءً من خطة العمل 2025-2027، المُنفّذة بالتعاون مع وزارة الفلاحة.
وتُشدّد المنظمة المهنية على أن اليقظة تمتدّ أيضًا إلى مكافحة الزيوت المغشوشة، وهي سوق موازية تنشط دوريًا. وقد زادت السلطات المحلية من عمليات الضبط في الأشهر الأخيرة، لا سيما ضمن قنوات التوزيع غير الرسمية.
بالنسبة إلى إنتربروليف، فإن حماية سمعة زيت الزيتون المغربي تتطلب صرامةً في الإنتاج لا تقلّ عن صرامة مكافحة التقليد.
كما تدعو المنظمة المستهلكين إلى التحقق من الملصقات والتراخيص الصحية، التي تضمن منتجًا مطابقًا للمواصفات.
يأتي هذا الجدل تحديدًا مع بداية موسم جديد لزراعة الزيتون، والذي، وفقًا لأصحاب المصلحة في القطاع، من المتوقع أن يكون أفضل بكثير من الموسم السابق.
يقول رشيد بن علي، رئيس إنتربروليف: "بداية الموسم مُشجّعة، شريطة أن تبقى الظروف الجوية مواتية".
من المتوقع أن يشهد الإنتاج، الذي تأثر بالجفاف العام الماضي، انتعاشًا ملحوظًا... ويقدر أنه "قد يتضاعف".
ويُتوقع هذا التحسن بشكل خاص في المناطق الأكثر تضررًا من ضعف محصول العام السابق.
علاوة على ذلك، ينعكس هذا الانتعاش بالفعل على الأسعار. يُباع لتر زيت الزيتون البكر الممتاز حاليًا بسعر يتراوح بين 55 و60 درهمًا في المتوسط، وهو سعر أقل بكثير من العام الماضي عندما أدى ندرة المحصول إلى ارتفاع حاد في الأسعار.
يُباع الزيتون المُعدّ للعصر بحوالي 7 دراهم للكيلوغرام، بينما يتراوح سعر زيتون المائدة بين 7 و10 دراهم حسب الحجم والجودة.
ويشير بعض خبراء الصناعة إلى أن الأسعار قد تستمر في الانخفاض مع تقدم موسم الحصاد، نظرًا لأن الزيتون نضج متأخرًا قليلاً هذا العام.
ومع ذلك، يظل هذا التعديل في الأسعار مرهونًا بمحصول الزيت لكل قنطار من الزيتون، وهو عامل رئيسي في تشكيل الأسعار.
أيضاً أعاد استئناف الإنتاج فتح آفاق التصدير، فبعد موسم اتسم بتقييد الكميات لضمان توريد الزيت للسوق المحلية، حقق المشغّلون هوامش ربح أكبر هذا العام.
وقد أُعيد تنشيط الفرص التجارية في الأسواق الدولية، لا سيما الأوروبية وأمريكا الشمالية، مما قد يُسهم في استقرار أسعار المنتجين مع الحفاظ على إمدادات بأسعار معقولة للمستهلكين المحليين.
لا يُخفي هذا الوضع الإيجابي التوترات الكامنة التي لا يزال القطاع يواجهها، وفي مقدمتها اعتماده على تقلبات الطقس. ويؤكد متخصصون في القطاع على ضرورة تسريع الاستثمارات في الري المستدام، والأصناف المقاومة للعوامل الجوية، وتحديث العديد من معاصر الزيت الحرفية التي لا تزال تعمل في البلاد.
وتُثبت هيكلة القطاع، التي بدأت قبل عدة سنوات، أهميتها البالغة أكثر من أي وقت مضى لترسيخ سمعة منتج يحظى بمكانة ثقافية واقتصادية بارزة، ويُعرّف هويته.
ويذكر أن عملية جني الزيتون وعصره تشهد حاليا نشاطًا كثيفًا، إذ توجد في المغرب معاصر زيتون متنوعة تتراوح بين العصرية والتقليدية..
وتتنوع معاصر الزيتون منها المعاصر العصرية، وهي مجهزة بأحدث التقنيات لرفع الكفاءة والجودة، بينما تحظى المعاصر التقليدية بشعبية لقدرتها على إنتاج زيت بنكهة أصيلة، وفي بعض الحالات تدمج المحركات الكهربائية لزيادة الإنتاج.
وتشتهر جهات فاس-مكناس ومراكش-آسفي اللتان تضمان لوحدهما حوالي 54% من المساحات المغروسة بأشجار الزيتون.
وجهة بني ملال-خنيفرة التي تشكل حوالي 20% من الإنتاج الوطني وتضم عددًا من المعاصر العصرية التي تساهم في وفرة الإنتاج وجودته.
فيما تتواجد بإقليم تاونات معاصر زيتون حجرية تقاوم الاندثار أمام زحف التقنيات.