فضاء الأطلس المتوسط نيوز/ محمد عبيد
نظّم منتدى المستقبل للتربية والتنمية ومؤسسة نساء الأطلس المتوسط، يوم الثلاثاء 25 نونبر 2025، ندوة بعنوان "التمكين الاقتصادي للنساء كأداة لمناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي"، ضمن حملة "16 يومًا من التحرك" الدولية والوطنية.
الندوة، التي عقدت في مدينة أزرو (إقليم إفران)، جمعت فاعلين محليين وإقليميين، بما في ذلك ممثلين عن أكثر من 15 هيئة وجمعية ومؤسسة حكومية، لمناقشة كيفية ربط الاستقلال الاقتصادي بحماية النساء من أشكال العنف المتنوعة.
وخلال العروض والنقاشات، أكد المشاركون على أن التمكين الاقتصادي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتعزيز استقلالية النساء، إذ يمنحهن السيطرة على مواردهن واختياراتهن، مما يعزز قدرتهن على مواجهة العنف والتمييز.
في حديث مع زكرياء جبار، ناشط حقوقي ومدير برامج بمؤسسة نساء الأطلس المتوسط ومستشار بمنتدى المستقبل بإفران، أوضح أن الحملة "خرجت من الهامش إلى الصميم"، متغلغلة في المناطق الجبلية والقروية مثل إفران، أزرو، وصفرو في جهة فاس-مكناس. هناك، تركز الفعاليات على نقاش عملي: ورش حول حقوق المرأة، حملات ضد الزواج المبكر والتحرش، ودعم ضحايا العنف الأسري. شاركت جمعيات وطنية مثل الاتحاد الوطني لنساء المغرب في فعاليات 2025 بفاس ومكناس، محولة الوعي إلى إجراءات مثل تفعيل قانون 103.13.
رغم التقدم – مثل زيادة الإبلاغ عن العنف بنسبة 20% وبرامج "النساء الرياديات" – تواجه الحملة تحديات في المناطق المهمشة: نقص الموارد، الثقافات التقليدية، وضعف الخدمات القانونية. الندوة ربطت الحملة بقضايا محلية، مثل دعم نساء الدواوير الجبلية، لإبراز الحاجة إلى تدخلات أكبر.
**التوصيات الرئيسية للندوة:
خرجت الندوة بتوصيات تغطي أربعة مستويات رئيسية، بالإضافة إلى شراكات وحكامة وتوصيات خاصة:
**أولاً: التشريعي والمؤسساتي**
1. تعزيز الإطار القانوني لدعم حقوق النساء الاقتصادية، وانسجام السياسات مع مبدأ المساواة ومناهضة العنف.
2. تفعيل آليات التظلم والحماية للنساء العاملات في القطاعين العام والخاص، خاصة ضحايا التحرش أو الاستغلال.
3. تقوية دور المؤسسات المحلية (جماعات ترابية، مراكز استماع، تعاونيات) في إدماج النساء اقتصاديًا عبر برامج ممولة.
**ثانيًا: الاقتصادي والتمكيني**
4. إطلاق برامج دعم اقتصادي للنساء في وضعيات هشاشة، تشمل التكوين المهني، دعم المقاولات النسائية، والولوج إلى التمويل الصغير.
5. تشجيع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني لتمكين النساء، عبر مواكبة التعاونيات وتسهيل مشاركتهن في سلاسل القيمة المحلية.
6. إحداث منصات محلية للفرص الاقتصادية.
**ثالثًا: الاجتماعي والثقافي**
7. تعزيز الوعي المجتمعي بارتباط العنف الاقتصادي بالعنف الجنسي، عبر حملات تواصلية وشراكات مع الإعلام والتعليم.
8. محاربة الصور النمطية المقيدة لمشاركة النساء في سوق الشغل، عبر إدماج مقاربات النوع في المناهج الثقافية.
9. تقوية دور الرجال والشباب كشركاء في تمكين النساء ومناهضة العنف.
**رابعًا: المواكبة النفسية والقانونية**
10. توفير خدمات شمولية لضحايا العنف (دعم نفسي، قانوني، اقتصادي)، مع ربطهن ببرامج الإدماج المهني.
11. تعزيز قدرات الجمعيات المحلية في الاستماع والمرافعة عبر تكوينات ودعم مؤسسي.
**خامسًا: الشراكات والحكامة**
12. تقوية الشراكة بين الدولة، المجتمع المدني، والقطاع الخاص لتنفيذ مشاريع اقتصادية للنساء ومتابعة أثرها.
13. متابعة البرامج عبر مؤشرات واضحة للتمكين ومحاربة العنف.
14. دعم المبادرات المحلية في إفران، أزرو، ومناطق الأطلس المتوسط لاستدامة حملة 16 يومًا.
**سادسًا: توصيات خاصة بالمنتدى والشركاء**
15. مواصلة تنظيم الندوات والورش حول التمكين الاقتصادي والوقاية من العنف، مع إشراك التعليم والجامعات.
16. إصدار تقرير سنوي محلي عن وضعية النساء اقتصاديًا وحالات العنف، للمساهمة في صنع القرار.
هذه التوصيات تمثل خطوة عملية نحو مجتمع أكثر عدلاً، خاصة في المناطق الجبلية. المنتدى والمؤسسة يدعوان إلى تنفيذ فوري لتحويل الكلام إلى واقع.








0 التعليقات:
إرسال تعليق