اعتبرت فعاليات الدورة السادسة والعشرين لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير التي جرت في الفترة ما بين 18 و20 شتنبر 2025، تحت شعار: "الرياضة في السينما... غوص في الذاكرة"، بالدورة الاستثنائية كونها جسّدت لقاءً متجدداً بين السينما والرياضة والثقافة، وجعلت من المنطقة فضاءً مفتوحاً للإبداع والتبادل الفني والاحتفاء بالذاكرة الوطنية.
الدورة التي سجلت فقراتها في الافتتاح تكريم نجوم فنية في شخص كل من الأخوين رشيد وهشام الوالي، بحضور ألمع نجوم السينما والثميل بالمغرب، وفي حفل الاختتام ليلة الاعتراف بنجوم رياضية وطنية من بينها العداءة الأولمبية نزهة بيدوان والدراج مصطفى النجاري، ولاعبو كرة القدم مثل محمد البوساتي، وخليفة العبد، وعبدالرزاق خيري، وحميد الروداني الملقب ب"خراگ"... إلى جانب لاعبين قدامى وقعوا مجدا بحضورهم الكروي إن محليا أو وطنيا مثل حسن برداد وبنعسو أوالزين من مدينة أزرو...
ففضلا عن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة، نظمت ورشات إعلامية وتكوينية لفائدة الشباب والطلبة، لتلقي مبادئ تقنيات السينما والكتابة والإخراج والعمل الصحفي الفني، وندوات فكرية تُعيد قراءة العلاقة بين الرياضة والفن السابع، وتحلل أبعاد الذاكرة الرياضية في السينما، فضلا عن سهرات فنية حيّة نقلت الجمهور في رحلة بين الأصالة والمعاصرة: من إيقاعات أحيدوس والملحون، إلى أنغام الرأي وألوان موسيقية أخرى أضاءت ليالي الأطلس المتوسط بالمغرب.
وعلى هامش هذه الدورة أصدرت إدارة المهرجان بلاغا صحفيا يتضمن مجموعة من التوصيات والمقترحات الأساسية:
&الرؤية المستقبلية للمهرجان:
لم يكن ختام الدورة مجرد إسدال للستار، بل شكل لحظة للتأمل في ما تحقق، ورسم ملامح تعكس الطموح والرؤية المستقبلية من أجل إشراق اكثر للمهرجان.
& دعم المهرجان وتعزيز إشعاعه الدولي:
أكد المشاركون على ضرورة تمكين هذه التظاهرة من موارد وإمكانات أكبر حتى ترقى إلى العالمية، مستفيدين من المؤهلات الطبيعية والثقافية والسياحية التي يزخر بها إقليم إفران وأزرو.
& توفير الظروف:
تهيئة الظروف اللوجستيكية والتنظيمية لاستقبال وفود الدول المشاركة، بما يضمن صورة مشرفة للمغرب كمركز للقاء الثقافات.
& نظرة مستقبلية للاستثمار:
جعل المهرجان واجهة لجذب المؤسسات الإنتاجية عبر إبراز خصوصيات المنطقة، وتسليط الضوء على إمكاناتها السياحية والطبيعية، بما يفتح المجال أمام استثمارات ثقافية وسينمائية مستقبلية.
& الحاجة لدعم قطاعي:
العمل على إشراك القطاعات الغائبة، خاصة السياحة والثقافة والرياضة، التي كان يُنتظر منها مواكبة أوثق لهذا الحدث، بالنظر إلى طبيعة الشعار والرهانات المرتبطة به.
&احداث مؤسسة للتوثيق:
التوصية بإنشاء مؤسسة جديدة تُعنى بالربط بين الرياضة والسمعي البصري والتربية، بما يسهم في توثيق ذاكرة الأبطال الرياضيين المغاربة، ويضمن حضورهم في البرامج التربوية للأجيال الصاعدة.
&اعتماد المهرجان مرافعة للتنمية المستدامة جهويا:
اعتماد المهرجان كرافعة للتنمية المستدامة بالجهة، من خلال دمج الثقافة والرياضة والسياحة في مشروع تنموي شامل يخدم الساكنة، ويروّج للمنطقة كوجهة ثقافية وفنية.
&دورة متميزة بروحها الرياضية:
تميزت هذه الدورة ببرمجة متنوعة أعلت من شأن الرياضة في السينما، فكانت العروض والأفلام المشاركة نافذة على قصص الأبطال والبطلات، وعلى ذاكرة الإنجازات والتضحيات التي رافقت مساراتهم. كما شكّلت الندوات والموائد المستديرة فرصة لتدارس العلاقة العميقة بين الفعل الرياضي والخطاب السينمائي، وما يمكن أن تحمله هذه العلاقة من إمكانات تربوية وثقافية.
& احتفاء وضيوف وازنون:
عرف المهرجان حضور وجوه سينمائية ورياضية وإعلامية بارزة، ساهمت في إغناء النقاش وتثمين قيمة الحدث. كما شكلت العروض الفنية الموازية، من سهرات موسيقية ولقاءات تفاعلية، إضافة نوعية عززت البعد الاحتفالي والإنساني للمهرجان.
& نحو آفاق أرحب:
برغم ما تحقق، ظل صوت المنظمين والمشاركين عالياً في الدعوة إلى شراكات أوسع مع مختلف الفاعلين، وإلى دعم حقيقي يليق بمهرجان قطع أشواطاً مهمة في مساره. فالطموح أن يصبح المهرجان موعداً سنوياً لا يكتفي بالاحتفاء بالسينما فقط، بل يتحول إلى منصة للتفكير في رهانات التنمية والثقافة والرياضة بالمغرب.
***وبذلك، تكون الدورة السادسة والعشرون لمهرجان الأرز العالمي للفيلم القصير التي توجت برفع برقية ولاء للسدة العالية بالله، قد اختتمت على وقع رسائل عميقة، تؤكد أن السينما ليست مجرد فن للعرض، بل رافعة للتنمية، وحافظة للذاكرة، وجسر للتواصل بين الشعوب والثقافات