فضاء الأطلس المتوسط/ نيوز محمد عبيد
يلاحظ ويسجل في بعض المجموعات الفايسبوكية على مستوى إقليم إفران وبشكل خاص في إحدى المجموعات الفايسبوكية بأزرو، على أن هناك مشاركات لتغريدات تفتقد للموضوعية وللعقلانية، وتعتمد على المزاجية والاتهامات الضيقة تضر بالنقاش العام.
هذه التغريدات العشوائية تسعى لتشويه الآخرين والتشويش عليهم، سواء مواطنين عاديين او مسؤولين، مما يخلق بيئة سلبية ومليئة بالتشنجات بدل الحوار البناء...
هذه التغريدات العشوائية تسعى لتشويه الآخرين والتشويش عليهم، سواء مواطنين عاديين او مسؤولين، مما يخلق بيئة سلبية ومليئة بالتشنجات بدل الحوار البناء...
تغريدات عشوائية تُشوّش على النقاش وتبعد الحوار البناء، وتجعلنا نتساءل عن دوافعها الحقيقية؟
التعامل معها يتطلب ضبط النفس، الرد بعقلانية، وعدم الانجرار للجدل العقيم أو السلبية (وإن كنا أحيانا نسقط في فخ تلك العقليات المتنمرة! لندرك أننا فقط في مواجهة طواحين هوا)، وبالتالي يكون تجاهلها هو الحل الأفضل للحفاظ على نقاش هادف وإيجابي في مشهد السوشيال ميديا.
التعامل معها يتطلب ضبط النفس، الرد بعقلانية، وعدم الانجرار للجدل العقيم أو السلبية (وإن كنا أحيانا نسقط في فخ تلك العقليات المتنمرة! لندرك أننا فقط في مواجهة طواحين هوا)، وبالتالي يكون تجاهلها هو الحل الأفضل للحفاظ على نقاش هادف وإيجابي في مشهد السوشيال ميديا.
للأسف، وسائل التواصل تساهم أحيانًا في زيادة انتشار هذه السلوكيات بسبب سهولة التعبير والتفاعل السريع بدون تدقيق أو تفكير منطقي.
إن مشاركات التغريدات التي تفتقد للموضوعية وللعقلانية
وتعتمد على المزاجية والاتهامات الضيقة تضر بالنقاش العام وتغلب عليها المزاجية ضارة، لأنها تسعى لتشويه الآخر والتشويش عليه بغض النظر عن مكانته أو مسؤوليته.
الغرابة والاستغراب تتعاظمان عند قيام البعض بالجمجمة أو التعليق على تغريدات طائشة!؟..
هؤلاء الباصمين أو المجمجمين على نشرات أو تغريدات دون أن يقفوا على مضمونها مكتفين بالشكل فقط، يمكن أن نسميهم "نقاد السطح" أو "مستعجلين في الحكم"، لأنهم يركزون على الشكل دون فهم المضمون (قراءة:"ويل للمصلين"!)، ودون استيعاب الأغراض وراء تلك التغريدات التي تخدش أحيانا حتى في الأعراض.
هذا النوع من الناس يحكم بسرعة بدون تعمق، وهذا يقلل من قيمة النقد ويجعل الحوار ناقصا.
فبما أننا قد نصادف الكثير من هؤلاء الموقعين السطحيين رواد فايسبوك يوقعون أو يعلقون على تغريدات على حسابات وهمية ومحتواها بعيد عن المنطق، نستخلص بأن الكثيرين منهم لا يعلمون نوايا صاحب التغريدة، كونهم يبصمون على الشكل فقط دون التعمق وقراءة متزنة للمضمون، لذا فإن هذا ما يجعلهم يسقطون بسهولة في فخ خداعهم والتلاعب برأيهم.
إن مثل هذه الحالة تزيد من انتشار الأخبار الكاذبة والتشويش على الآخرين، خصوصًا عندما تكون الحسابات مجهولة والهدف منها هو التشويه أو التشويش على فكر المتلقي قبل المعني بها.
غياب الموضوعية والمنطق والعقلانية والاتزان يكشف عن ميزاجية تسعى للتشويه بالآخر والتشويش عليه، سواء كان فردا من المجتمع أو مسؤولا لاعتبارات ضيقة ذلك عندما أحيانا تطل علينا تغريدات في السوسيال ميديا ومن المتربصين تجعلنا نستغرب لما تتداوله وتتناوله من عبارات هرتلة تنم عن بُغْضٍ وحسد دفينين بتوجيه السهام المسمومة وبعيدة كل البعد عن المنطق والعقلانية.
كلنا وطنيون... وكلنا لا فضل له على الآخر في وطنيته..
الوطن مسؤولية جماعية، لا تتحقق بنقد الآخر فقط وإطلاق الهاتشاكات بدون عقلانية وبدون تمحيض للمتداول، بل أيضًا بمراجعة سلوكياتنا اليومية.
علينا أن نكون جميعًا جزءً من الحل لا من المشكلة.
لنبدأ من أنفسنا، ولنترك وراءنا أثرًا جميلاً حيثما حللنا..
فالوطن بيتنا الكبير، وحمايته من العقول الطائشة مسؤولية كل واحد منا، اليوم قبل الغد.. لأنه مجرد جمجمة على نشرة كلها هرتلة هي بمثابة كشف قناع فهمنا الميزاجي او المتهور للمواضيع والحالات التي غالبا ما تطبعها حماقة البعض ومرضه النفساني تجاه أي فعل أو حالة قد تزيده مرضا وسعرا تجاه الآخر ولو بالبهتان.
نشرتي هذه تذكير قوي بأن حماية الوطن مسؤولية مشتركة، ليس لنقد الآخرين فقط أو نشر أخبار بدون تحقق أو إطلاق تغريدة على هوانها دون ضبط لمعطياتها..
لابد من مراجعة سلوكنا وأن نكون جزء من الحل، وليس المشكلة، لأن الوطن هو بيتنا الكبير وكل فكرة أو تصرف طائش يأثر عليه سلبًا.
باختصار، بدل من أن نطلق هاشتاكات هرتلة، ونبكي على اطلال وهمية، علينا أن نشتغل بإيجابية ونترك أثرا جميلا أينما ما رحنا.
لهذا ألفت انتباه المغردين للبقاء عقلانيين عند نقد أي كان مواطنا عاديا أو مسؤولا (وهنا لا أدعي أن كل مواطن أو مسؤول كامل الأوصاف، لأن الكمال لله وحده)، وبأن يعتمدوا على منطق واضح وأدلة، بعيدا عن الأحكام الذاتية والانفعالات والتبعية العمياء وببغاوية.
العقلانية تعني استخدام الفكر والمنطق بدل العواطف والاعتبارات الضيقة أو الهتافات الفارغة، والتركيز على الحوار الهادئ الذي يهدف لتغيير إيجابي.
العقلانية تجعل النقد بناء مبنيا على أدلة ومنطق، وليس على انفعال أو تحامل شخصي... تساعدنا على فهم الأمور بموضوعية، نسمع وجهات نظر مختلفة، ونتجنب الوقوع في التفكير الجماعي أو الانفعالات الزائدة...
إن عقلانية النقد تفتح باب حوار هادئ ومفيد بعيد عن الهجمات العشوائية.
التغريدات التي تفتقد الموضوعية والمنطق وتحمل مزاجية تشويهية تسبب تفرقة بدل بناء حوار هادف وتشوش على الحوار الهادف والنقد البناء.
غالبًا ما تظهر على السوشيال ميديا تغريدات بسهولة توجه سهام عشوائية وسموم كلامية بعيدة عن العقلانية، وهذا يدفعنا للاستغراب عن ماذا وراء دوافعها الحقيقية؟!...
أفضل رد هو التعامل بهدوء، عقلانية، وعدم الانجرار للجدل العقيم أو الانتقام، وأحيانًا يكون التجاهل واعطاء مسافة فاصلة، أذكى خيار للحفاظ على نقاش ناضج وإيجابي.
الرد العقلاني تحت الضغط هو أفضل طريقة لتهدئة الأمور بدل تصعيدها، لأنه "العقل زينة الإنسان" عندما نواجه تغريدات مزاجية وتشويه، فنحاول ان نرد بهدوء وعقلانية... او طردها من السوشيال ميديا بتجاهل وجودها اللا جريء في حتى كشف هويته..
التعامل أو التفاعل مع هذا النموذج يفضي بأن المتفاعل معه هو أكثر جبنا يحتمي ب"روبو" لا تحركه إلا نزواته وحقده الدفين تجاه الآخر.
نقبل بالنقد من غير الحاملين لأقنعة الجبن..
فعندما نلتقط لأنفسنا صورة فوتوغرافية أو فيديوهات وننشرها على منصات التواصل الاجتماعي أو نتحدث مع أحد بوجه مكشوف أو نناقش معه بحدة، حينها فقط ندرك أننا موجودون حقا، فوجودنا يتشكل بالآخر، ولكل منا طريقته في الحضور والاكتمال..
فإن كان التنمّر كظاهرة عامة، والتنمّر الإلكتروني على وجه الخصوص، يعطي آثارا واضحة على ضحاياه، فإن أسبابا خفية تكمن وراء المتنمرين لتدفعهم إلى هذا السلوك، كما أن دوافع أخرى قد تكون السبب وراء هذا الاحتفاء بتلك التجربة مهما كلفت من إيذاء نفسي.
ويرى اختصاصيون في علم النفس بأن "البلطجة أو السلوك العدواني الذي يمارسه الشخص المتنمِّر ضد أشخاص آخرين"، قد يحدث "نتيجة لاختلال التوازن الحقيقي أو المتصور للسلطة"، أي أن الشخص المتنمِّر يرى أن لديه السلطة أو القوة التي تمكّنه من الاعتداء أو السيطرة على أشخاص آخرين.
والظهور الخفي على وسائل التواصل، الداعمة لهذا النوع من إخفاء الهوية، قد يُمثّل نوعا آخر من القوة التي تتيح للمتنمر ميزة إضافية عن ضحيته.
ولقد أشار الباحث "أيرين باكل"، من قسم علم النفس بجامعة "مانيتوبا" بالاتحاد مع جامعتي "واينبغ" و"بريتش كولومبيا"، في بحثه عن العلاقة بين الإيذاء الإلكتروني وبين المربع السلوكي المظلم (Dark Tetrad)، ليبصم على ان هذا السلوك يشتمل على أربع صفات اضطرابية للشخص، هي: السادية (التلذذ بإيذاء الآخرين)، والميكافيلية (التلاعب بالآخرين لتحقيق مصالح خاصة)، والاعتلال النفسي (سلوك معادي للمجتمع)، والنرجسية.
كما استنتج باحثون في جامعة "أوهايو" مجموعة من الخصائص التي تميز فئة المتنمرين، وأبرزها حدة المزاج وقلة التعاطف مع الآخرين...
كما أكّدت الدراسة أن المتنمرين يعانون من مشكلات عائلية أكثر من غيرهم.
/والله يعفو/
نحارب طواحين الهواء، فقط لنثبت لأنفسنا أننا هنا، وأن أثرنا في الحياة لن يزول.