سأغادر...
وأترك لكم كل الفساد لتنعموا به...
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو-محمد عبيد*/*
***محمد الحنفي***
لا أعلم إلى أين...ولكني سأغادر...لأفرغ كل المكان...لأخلي كل الزمان...مما يصدر عني...مما ليس مرغوبا فيه...مما لا يحتمل...من دهاقنة أشكال النفاق...
لا أعلم إلى أين...ولكني سأغادر...لأفرغ كل المكان...لأخلي كل الزمان...مما يصدر عني...مما ليس مرغوبا فيه...مما لا يحتمل...من دهاقنة أشكال النفاق...
إنني لا أحمل نفسي مالا تحتمل...رغبة في أن تصير حرة...ولا أحمل الغير ما لا يحتمل...رغبة في أن يعيش حريته...
***
فما لهذا الشعور يضايقني...يؤزم نفسي كلما باغتني...يفقدني حريتي...وأصير مستعبدا...لا أملك أية قدرة... على تحرير نفسي...من بؤس الخوف...من مضايقة غيري...
فما أكتبه...لا أدرك أني...بكتابته أضايق غيري...وما أرصده من خلال الكتابات...أراه ضرورة...لتوضيح الرؤى...لا للنيل من الغير...ممن لا يتصف...بما أرصده...وما أتمناه...أن يصير من يتصف...بما أرصده... ممارسا لنقد ذاته...حتى يتراجع...عن انتهازيته...عن السلوكات البئيسة...ليصير إنسانا يتنزه...على فعل مالا يقبل فعله...في واقعنا...في واقع الشعب البئيس...الذي يتأذى من سلوكات الأفراد...من تدمير الذات بالسلوكات البئيسة...
***
وإن كنت أحلم...بما لم أقله بعد...فأنا لا أتوقف عن القول...حتى أخرج...كل ما أفكر فيه...كلما لم أقله بعد... لأبرئ فكري...لأبرئ قولي...لأبرئ نفسي...من الصمت الرهيب...الذي يعتبر...مؤامرة في حق الشعب... سلوكا فيه خيانة...لمعاناة الشعب في كل المجالات...التي ينتجون من خلالها الخيرات بدون حقوق... الساهمون في تكديس الثروات...في جيوب المترفين...الذين يشتغلون من أجل العيش الكريم...الذي لا يتحقق...
***
وأنا لا أستطيع...خيانة الشعب العزيز...خيانة كل العمال الأجراء...خيانة باقي الكادحين...خيانة معنى الإنسان...مما يلزمني بالاستمرار...في احتضان الشعب / العمال / الأجراء...في احتضان الإنسان...في احتضان نفسي... حتى لا أتناقض...مع معنى الإنسان...مع معنى التضحية...
***
وأنا حين أغادر...لا أغادر نفسي...سأبقى حبيسا في فكرتي...لا أغادرها...إلى حيث شاء من يهوى السكوت... من يهوى تكسير القلم...من يهوى تقطيع الورق...من يهوى تعطيل الحواسيب...حتى لا ينفضح... حتى لا تصير ممارسته منتقدة... حتى لا يصير مثالا للفساد...
***
فها أنت يا وطني...الذي تعلمني الصدق حين أحبك...وحين أعشق منك الإباء...يريدون مني الكلام...لا يعبأون بما أقوله...لا يدركون أن الكلام...تعبير عن واقع...صار منه الفساد جزءا...والفساد ملتصق بكل السلوكات... بمجرى العلاقات البئيسة...بكل الكلام المنمق...الذي يراود فكر النفاق المروج...في واقعنا...وفي كل المجالات الندية...
وأنا يا وطني...لا أتمالك نفسي...لا استطيع إنتاج النفاق...لا أستطيع تدبيج كلام النفاق...لا أستطيع بناء قصور النفاق...لان النفاق كلام معسول...والكلام المعسول مسموم...وما كان مسموما...يقتل مستهلكه...
***
فلماذا يا وطني تبيح النفاق؟...تجعله لنهب الثروات وسيلة؟...لتكديس المنهوب منها فضيلة؟...لتحويل الناهبين إلى عملاء... للحاكمين في كل أرجاء الوطن؟...للرأسمال في كل العالم؟...لإنتاج التخلف فيك يا وطني؟...وفي كل العالم؟...لإبقاء الشعب فقيرا؟...لتعميق واقع الفقراء؟...لإذلال الكادحين فيك؟...لتشغيل العمال بدون حقوق؟...لتحقيق المزيد من الثروات؟...لتصير الثروات أكواما؟...من عقاراتك يا وطني؟...
أموالا بدون حساب...لا يعادلها إلا تعميق البؤس الرديء؟...إلا تعميق فقر الكادحين...الذين لا ملاذ لهم...إلا انت يا وطني...
فهل نتقدم؟...وهل نتخلف؟...ونحن نعاني...من البؤس...من جوع الفقراء...من انتشار المراض بدون علاج... في صفوف الفقراء...من انتشار العطالة...بين الخريجين منكل المدارس... من الجامعات...
إلى الارتماء في أحضان التخلف...
***
فهل تقبل يا وطني مني...أن لا أتكلم؟...