فضاء الأطلس المتوسط نيوز
حين يجلس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى جانب فوزي لقجع في نهائي كأس العالم للشباب بالشيلي، وحين يحضر وزير الداخلية إلى جانبه في نهائي كأس العرب بقطر، فإننا لسنا أمام صدفة، بل أمام رسالة دولة مكتوبة بلغة الرموز.
لقد خرجت كرة القدم في المغرب من عباءة التدبير الحكومي التقليدي، ذاك التدبير المثقل بالبيروقراطية والحسابات الضيقة، لتدخل فضاءً أوسع: فضاء الدولة العميقة الإيجابية، حيث تُدار الملفات الاستراتيجية بعقل بارد، ورؤية بعيدة، وإشراف مباشر من جلالة الملك محمد السادس.
لم تعد الكرة مجرد لعبة، بل أصبحت أداة قوة ناعمة، ورافعة دبلوماسية، ولسان حال الأمة في المحافل الدولية. ومن الطبيعي، بل ومن البديهي، أن تتولاها وزارات السيادة، لأن ما يُراكم اليوم في المستطيل الأخضر، يُترجم غدًا في موازين النفوذ والاعتراف والاحترام.
فوزي لقجع هنا ليس مجرد مسؤول رياضي، بل حلقة وصل بين الرياضة والدولة، بين الحلم الشعبي والرؤية الملكية، بين المدرج والقرار السيادي... وإلى جانبه، لا يقف وزراء صدفة، بل رجال دولة يدركون أن الأهداف التي تُسجَّل في النهائيات، لا تُحتسب فقط في شباك الخصوم، بل في سجل المكانة الدولية للمغرب.
إنها مرحلة جديدة، يُدار فيها ملف كرة القدم بمنطق الدولة لا الحكومة، بمنطق الاستمرارية لا الظرفية، وبعقلية الانتصار لا التسيير. مرحلة تؤكد أن المغرب حين يقرر أن يربح، فإنه يربح… بهدوء، وبعمق، وبقيادة ملك يرى أبعد من النتيجة، إلى ما بعدها.
في زمن تتكلم فيه الدول بلغة المصالح، اختار المغرب أن يتكلم أيضًا بلغة الكرة… لكن من موقع القوة، لا الفرجة.







.jpg)