فضاء الأطلس المتوسط نيوز/ طه رياضي
في تطور خطير يهدد أمن واستقرار الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، سقطت أربع مقذوفات متفجرة إيرانية الصنع في منطقة خلاء قرب مدينة السمارة، دون أن تسفر عن خسائر بشرية أو مادية. ورغم أن الحادث لم يخلف ضحايا، إلا أن رسائله السياسية والعسكرية واضحة: التصعيد مستمر، والخطر يقترب، والممول معروف.
لم يعد خافياً على أحد الدعم الإيراني المتزايد للجبهة الانفصالية "البوليساريو"، عبر قنوات الحرس الثوري وشبكات تهريب السلاح. وهو دعم يترجم في الواقع إلى اعتداءات متكررة، تهدف لزعزعة أمن المغرب واستهداف وحدته الترابية، بل وجر المنطقة إلى مزيد من التوتر.
لكن الأكثر استفزازاً، بل وأكثر خطورة، هو صمت بعض الأصوات التي ما فتئت تندد بكل ما يصيب إيران أو وكلاءها، وتذرف دموع التماسيح على استهدافها، بينما تلوذ بالصمت المشين عندما يكون الهدف هو المغرب، الوطن الذي منحهم الحرية ليعبروا، فإذا بهم ينقلبون على قضاياه المصيرية.
أين أنتم اليوم؟ أين هي أصواتكم التي ارتفعت عندما هوجمت منشآت إيرانية أو اغتيل جنرالات حرسها الثوري؟ أليس من الأولى أن ترفعوا الصوت عندما تستهدف أراضي بلدكم بمقذوفات إيرانية الصنع؟ أم أن الولاء لم يعد للوطن، بل لخيارات أيديولوجية أو طائفية لا تمت بصلة للهوية المغربية الجامعة؟
إننا اليوم أمام مفارقة مقلقة: البعض يُصرّ على تبييض وجه نظام يُعادي المغرب جهاراً ويدعم ميليشيات إرهابية تسعى لتقسيمه. ولذلك، فإن كل من يبرر أو يبرر بالصمت ما تفعله إيران والبوليساريو، يقع سياسياً وأخلاقياً في خانة خيانة الوطن.
واليوم، في خطوة تعكس إدراك المجتمع الدولي لخطورة ما تقوم به هذه الميليشيات، تقدم مشرّعان من الحزبين الجمهوري والديمقراطي بمشروع قانون أمام الكونغرس الأمريكي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية. وهو تطور نوعي يعكس نهاية مرحلة التواطؤ والتغاضي، وبداية مرحلة تسمية الأشياء بمسمياتها.
لقد آن الأوان لوقفة وطنية مسؤولة، تُفرّق بوضوح بين حرية التعبير والتواطؤ مع أعداء الوطن. وعلى جميع القوى السياسية والمدنية والإعلامية أن تتحرك، لتجريم التطبيع مع الأطروحات الانفصالية، وفضح شبكات الدعم الخارجي، خصوصاً الإيرانية منها.
الوطن ليس موضوعاً للنقاش عند الشدائد، بل هو الخط الأحمر الذي لا يُمس.
& طه رياضي/ طالب في القانون و العلوم السياسية