فضاء الأطلس المتوسط نيوز/محمد عبيد
كما سبقت الاشارة الى ذلك، عاشت مدينة فاس ليلية الثلاثاء/الأربعاء 9 و10 دحنبر الجاري (2025) ليلة حزينة نتيجة المأساة التي عرفتها عقب انهيار بنايتين بمنطقة بنسودة، والذي على اثره وقع عدد من الأشخاص في الأنقاض وآخرون بقوا محاصرين، مما أدى الى تعاون سكان المنطقة مع رجال الوقاية المدنية لإخراج بعض الضحايا من الأنقاض ونقل الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج.
ويعتبر حي المسيرة ببنسودة، من الأحياء ذات الكثافة السكانية المرتفعة، وقد سبق لمدينة فاس أن شهدت حوادث مماثلة.
هذا الحادث أعاد إلى الواجهة مشكلة البنايات الآيلة للسقوط في فاس، وعد من المدن في احيايها العتيقة والشعبية التي تعاني من الإهمال وهشاشة البنية التحتية.
انهيار البنايتين الذي وقع في آخر ساعة من ليلة الثلاثاء 9 دجنبر 2025 حوالي الساعة 11 و20دقيقة ليلا، على إثر انهيار عمارتين سكنيتين في حي المستقبل المسيرة بمقاطعة زواغة، أثار حالة من الذعر والاستنفار الواسع، حيث أسفر الحادث عن وفاة 22 شخصًا، معظمُهم من الأطفال والنساء، وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وفقًا لآخر التحديثات الرسمية الصادرة عن السلطات المحلية والقضائية بفاس بعد 48ساعة من الحادث.
العمارتان بحسب سكان من المنطقة، كانتا تضمان أربع طوابق وتأويان أكثر من 20 أسرة، وكانتا ايضاً في حالة سيئة من التصدع والإهمال، وفقًا لشهادات السكان المجاورين الذين رووا للصحافة لحظات الرعب التي عاشوها.
وجاء في شهادات بعض الساكنة للصحافة، بأن المشكلة بدأت بتساقط التراب من سقف شقة إحدى السيدات، والتي كانت أول شقة تنهار وتسبب في انهيار العمارة كلها.
وشهدت المنطقة حالة استنفار واسعة في صفوف السلطات المحلية والأمنية، اذ تم توجيه فرق تقنية تابعة للجماعة ووزارة الإسكان لتقييم الأضرار وأسباب الانهيار.
هذا وقد تم نقل الإصابات إلى مستشفيات الغساني وابن الخطيب، لتلقي العلاجات الطبية الطارئة، بينما أُخلي السكان المجاورون كإجراء احترازي لتجنب انهيارات إضافية.
كما تم تخصيص فندق قريب لإيواء المتضررين المشردين، وفق تصريحات رئيس قسم الشؤون القانونية بولاية فاس - خالد صادق-.
من أبرز اللحظات الإيجابية، تم إنقاذ طفل حي من تحت الأنقاض في ساعات الصباح الأولى، مما أثار تفاؤلًا مؤقتًا بين الفرق المنقذة قبل ان تكشف البلاغات الرسمية حصيلة الضحايا التي خلفت صدمة لدى الراي العام.
وبحسب آخِر بلاغ لوكيل الملك لدى المحكمة الابتدايية بفاس الذي رفع إلى علم الرأي العام اثر انهيار البنايتين متجاورتين بحي المسيرة بمنطقة بنسودة بفاس، بأن البناية الأولى فارغة من السكان، بينما كانت البناية الثانية تحتضن حفل عقيقة، وأن هذا الحادث الأليم ادى إلى وفاة 22 شخصًا، من بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى إصابة 16 شخصًا بجروح متفاوتة الخطورة، وهي حصيلة مؤقتة."
وتبعًا لذلك، تم فتح بحث في الموضوع من طرف الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة، للوقوف على الأسباب الحقيقية لهذا الحادث والكشف عن ظروفه وملابساته".
هذا، وتشير التحقيقات الأولية، بحسب مصادر رسمية، إلى أن الانهيار ناتج عن حالة الإهمال المتعمد للمباني القديمة، التي تعاني من مخالفات في رخص البناء وغياب الصيانة الدورية.
وتفيد مصادر أخرى بأن العمارتين كانتا تحملان علامات تصدع واضحة لأشهر، دون تدخل فعال من السلطات لإخلائها أو ترميمها.
تحقيق النيابة العامة لتحديد المسؤوليات، يركز على دور السلطات المحلية والملاكين في عدم تنفيذ قرارات الإخلاء، بالإضافة إلى مخالفات البناء في الأحياء الشعبية.
وفقًا لمصادر مطلعة، التحقيق قد يشمل مسؤولين عن الرقابة العمرانية، مع احتمال فرض عقوبات على الإهمال الإداري.
كما أكدت وزارة الداخلية أنها ستُجري تدقيقًا شاملاً للمباني المهددة في فاس، التي يُقدر عددها بمئات في الأحياء العتيقة، لتجنب تكرار الكارثة.
يُعد هذا الحادث تكرارًا لمأساة مشابهة وقعت في ماي 2025 بحي الحسني، حيث انهارت عمارة سكنية أدت إلى وفاة 9 أشخاص وإصابة 7 آخرين، بعد أن صنفتها خبرة تقنية في 2018 كمبنى من الدرجة الأولى من الخطورة، لكن بعض السكان رفضوا الإخلاء رغم التحذيرات.
الحادث أثار غضبًا شعبيًا واسعًا، مع انتشار فيديوهات على وسائل التواصل تُظهر حجم الدمار وجهود الإنقاذ، مما دفع جمعيات حقوقية وسكانيًا إلى الدعوة لتحقيق عاجل في "الإهمال الحكومي" وإلزامية ترميم المباني الآيلة للسقوط.
فور علمه بالنازلة، أعرب جلالة الملك محمد السادس عن تعازيه في رسالة رسمية، وأمر بتسريع عمليات الإنقاذ وتقديم الدعم للمتضررين، بما في ذلك تعويضات مالية وإسكان بديل.
من جهتها، أعلنت الحكومة عن خطة طوارئ لفحص 500 مبنى في فاس خلال الأسابيع القادمة، مع تخصيص ميزانية إضافية للصيانة العاجلة.
هذه التطورات تأتي في سياق أزمة سكنية أوسع في المدن المغربية، حيث يُعاني آلاف السكان من مبانٍ قديمة غير آمنة، وتُعد فاس من أكثر المدن تأثرًا بسبب تراثها العمراني العتيق.














.jpg)

