فضاء الأطلس المتوسط نيوز/محمد عبيد
في اللغة العربية، بعض الكلمات التي يتم التلاعب بها بمهارة من قبل محترفي التضليل، تفقد معناها الحقيقي وتصبح أدوات للخداع.
من أبرزها "الصفقة"!؟...
تُرجمت حرفيًا إلى "صفقة" «deal»بالإنجليزية أو "معاملة" «transaction» بالفرنسية، لكنها في العربية تبدو للكثيرين أشبه بمكيدة أو احتيال.
الا انه في الواقع الاقتصادي، يختلف الأمر تمامًا.
فعندما يفوز مُشغِّل أو ائتلاف بعقد لبناء مشروع بنية تحتية كبير من خلال شراكة بين القطاعين العام والخاص، فهذا ليس عملية شراء أو خدمة روتينية، بل هو استثمار.
وليس استثمارًا بسيطًا.
وعندما تبلغ قيمة المشروع المعني مليارا أو ملايير من الدراهم، فإن "الصفقة" لا تعدو أن تكون التزامًا من المُزايد الفائز بحشد موارده المالية والفنية والبشرية لتنفيذه.
باختصار، المُزايد هو من يتحمل المخاطرة ويتحمل التكلفة أولًا.
لكن من الواضح أن هذا الفارق الدقيق لا يخدم مصالح تجار التشويش... لذلك، يفضلون تحريف الحقائق وتقديم "صفقات" مُدبّرة للعامة، مما يُؤجج الشك وانعدام الثقة، وصفة سهلة: التلاعب بالألفاظ بدلاً من شرح الآليات.
وهنا يكمن الخطر الحقيقي: عندما تكفّ الكلمات عن وصف الواقع وتصبح أسلحة تلاعب، تصبح الحقيقة أول ضحايا "الخداع".
وكثيرا ما جرى توظيف مصطلح "الصفقات التي تبيض ذهباً" في كثير من الكتابات عن هذه العملية، وهو تعبير مجازي يعني أن هناك صفقات أو عقود تدر أرباحاً كبيرة وغير متوقعة، وغالباً ما يشير إلى أن هذه الصفقات تتم عن طريق الفساد أو المحسوبية، كما حدث في بعض المشاريع العمومية والأراضي السلالية في المغرب... "الصفقات التي تبيض ذهبا" قد يُقصد به أيضاً قصة شعبية أو فيلم سينمائي مثل قصة "الدجاجة التي تبيض ذهباً" التي استلهم منها فيلم ديزني "The Million Dollar Duck".
وفي انتظار قراءة متمعنة في موضوع الصفقات.. وخاصة منها العمومية، فيمكن اعتبار الصفقات العمومية بالنسبة إلى عدد من رؤساء الجماعات ونوابهم المكلفين بمهمة، ب"الدجاجة التي تبيض ذهبا"، أو الطريق “فائق السرعة” إلى الغنى بـ”طرق قانونية جدا”، ما دامت الدولة مصرة على ترك الحبل على الغارب في هذا المجال، وأيضا بسبب الثقوب المسطرية الكبيرة التي تتسلل منها فيلة، وليس فقط فئرانا صغارا يغريها قضم أكياس المال العام.
نظريا، تعتبر الصفقات العمومية هي الوسيلة القانونية التي تختار بها الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية الشركاء الاقتصاديين المدعوين لتنفيذ البرامج والمشاريع العمومية المختلفة، لكن تعتبر، في الواقع، “الهدية”الرائعة الملفوفة في ورق “سولوفان”مذهب، التي يجدها المنتخبون فوق مكاتبهم بعد كل انتخابات جماعية. يتبع....
(أنا دبا غير داوي ... واللي فيه التناوي يوجد شي حفلة شاي مشحر بالنعاع والشيبة والعطور وشي طبلة بطباسل الجالوق والطاوس وامعمرة بالملاوي!.. باش ما يخرجش ليه السوق خاوي!)