في مشهد يفيض بالأصالة والجمال، تحولت ساحة "التاج" بمدينة إفران إلى منصة نابضة بالحياة خلال افتتاح الدورة السابعة لمهرجان إفران الدولي، مع العرض الفريد لسمفونية أحيدوس الذي لم يعد مجرد فقرة فنية عابرة، بل بات معلما رمزيا وهوية بصرية لهذا المهرجان الثقافي الذي يتصدر خارطة المهرجانات بالمغرب.
في عرض مهيب جمع بين 300 فنان وفنانة من مختلف مناطق الأطلس، ارتفعت أصوات الدفوف وزغاريد النساء في تمازج إبداعي بين الحركة والإيقاع، ليجسدوا لوحات فنية من فن أحيدوس الأمازيغي أحد أعرق أشكال التعبير الفلكلوري بالمغرب، العرض لم يكن مجرد محاكاة لتراث شفوي متجذر، بل إعادة صياغة له بروح مسرحية حديثة تضفي على المشهد بعدا دراميا وموسيقى راقيا.
ما يجعل سمفونية أحيدوس استثناء بين باقي فقرات المهرجانات الوطنية هو قدرتها على الدمج بين البعد الفني والبعد الهوياتي، فهي ليست فقط عرضا جمالي، بل تجسيد حي للروح الأمازيغية والهوية الثقافية للمنطقة، ورسالة وفاء للتراث المغربي بمختلف تعبيراته، وتأكيد على أن الثقافة الشعبية يمكن أن تصاغ بمنهج فني حديث دون أن تفقد طابعها الأصلي.
كما أن إدراج هذه السمفونية في افتتاح مهرجان إفران سنة بعد أخرى، يكسبها بعدا طقوسيا خاصا، ويعزز من فرادة المهرجان مقارنة بباقي المواعيد الثقافية في المملكة التي غالبا ما تغرق في الطابع التجاري أو الفقرات المستوردة.
هنا في إفران يعلو صوت الجذور، ويصدح أحيدوس بلغة الأرض والجبال والناس، إنه عرض لا يشاهد فحسب، بل يعاش بكل أحاسيسه وانفعالاته ويحفر في الذاكرة الجماعية كعلامة فنية متفردة تعيد التوازن بين الأصالة والتجديد، وتمنح للموروث المغربي مكانته اللائقة على خشبة الحداثة.
والجدير بالذكر أن الدورة السابعة من مهرجان افران تنظم من طرف جمعية منتدى إفران للثقافة والتنمية بدعم من المديرية العامة للجماعات الترابية، وجهة فاس مكناس، والمجلس الإقليمي لافران، والجماعة الترابية لافران، فضلا عن عدة شركاء مؤسساتيين في القطاع الخاص.
0 التعليقات:
إرسال تعليق