كشف حسن الشرقاوي من مواليد 1962، أحد ابناء بلدة عين اللوح بإقليم إفران عن شغفه الكبير بالرسم والفن التشكيلي، وكيف أنه أطلق العنان لريشته وألوانها لتجسيد لوحات فنية بموهبة فنية في الرسم كان أتقنها منذ صغره، وان كان لم يحصل يوما على تدريبات أو أي دورات أكاديمية في الرسم، بل تعلم هذا الفن كما يقول بالفطنة والشغف.. دون ان يكتب لمساره الفني الهاوي فرصة لإبراز موهبته وفرضها في المشهد الفني التشكيلي إن محليا أو وطنيا، كونه يمارس الفن أساسًا للمتعة والرضا الشخصيين، لا للربح المادي، بالرغم مما يستشعره من انطباع بأن لوحاته تتسم في بالجدية والمهارة.. وان كان قد آمن بأنه الآن يستمتع بالرسم في أوقات فراغه، إلا أن كونه فنانًا هاوٍ ينطوي على أكثر من ذلك بكثير، حيث يعتبرها مرحلة حافلة بالاستكشاف والشغف والنمو الشخصي..
رحلة الفنان الهاوي يقول حسن الشرقاوي مُجزية وأساسية... إنها فترة يزدهر فيها الشغف، وتُصقل فيها المهارات، ويتطور الأسلوب الشخصي.. إن تقبّل هويتي كفنان هاوٍ أمرٌ أساسي لفهم مساري الفريد في عالم الفن... سواء اخترت البقاء هاويًا أو التحول إلى فنان محترف، فإن الخبرات والنمو الذي اكتسبه خلال هذه المرحلة لا يُقدر بثمن.. فن، بغض النظر عن هدفه أو مجاله، يُمثل مساهمة كبيرة في نسيج الإبداع الذي يُثري عالمنا.
"بدأت علاقتي بالفن التشكيلي في سن الخامسة، حيث تلقيت دروسي الأولى في الرسم مع أطفال الكنيسة الكاثوليكية الأيتام - بعين اللوح بإقليم إفران.
"كنت التحقت بمدرسة أيتام الكنسية الكاتوليكية بروش نوار بعين اللوح بحكم أن والدي كان يشتغل فيها كرئيس الطباخين، وأنا في سن الخامسة، حيث كنت شغوفا بالرسم - كما حكت لي والدتي رحمها الله - وكنت الأول في هذه المادة... وبعد إغلاق الروش نوار من طرف الدولة المغربية، عشت معاناة مع ماوقع لي من تغير في حياتي داخل مجتمع لا اعرفه....ومع مرور الأيام تعودت على الحياة الجديدة وبقي شغف الرسم ط قائما الى يومنا هذا..."
بهذه العبارات فتح حسن الشرقاوي مع منبرنا الحديث ليكشف لنا عن مساره الفني التشكيلي، قبل أن يضيف:
"لكن فرصة الظهور بشكل علني للجمهور لم تتح لي لعدة أسباب وظروف، إذ يتطلب ذلك مجهود معرفي ومادي....
وليشير الى الفرصة الضائعة للإعلان عن وجوده الفني، حيث قال: "إن كانت فرصة ظهوري في الساحة الفنية التشكيلية على مستوى بلدتي وبلدي قد غابت، فلقد حظيت سنة 2021 بشرف الدعوة لعرض أعمالي بفرنسا في معرض: [فنانون في حدائق دريفياك] بدعوة كريمة من إحدى السيدات الفرنسية المهتمة بالفن التشكيلي والتي كانت قد عاينت لوحاتي هنا ببلدتي، وأُعْجِبت بها، فكانت خير وسيط لإتاحة فرصة الظهور للعموم ببلدها... إلا أنه لظروف سيما منها الدعم المادي نظرا لوضعيتي لم يكتب لي تحقيق هذا الفرصة."
ومع كل ذلك لا يخفي حسن الشرقاوي تفاؤله المفعم بالأمل لعرض لوحاته الفنية وتقديمها للجمهور، إذ أضاف في القول: "للأسف لم أشارك في أي معرض، وأعتز وأفتخر بذلك..
فهناك الكثير من الرسامين الموهوبين لم تسعفهم الظروف للظهور في الساحة لإبراز مواهبهم... وهذا ما أحاول كسبه، وأنا في حاجة إلى دعم معنوي يزيد من طاقة الإبداع والتحدي... الفعل الفني الهادئ الذي لجأت اليه خلال مسار طويل، هو مساحة شخصية أسمح فيها لأفكاري ولمشاعري بالتدفق بحرية على لوحاتي أو ورقي.. فبصفتي هاويًا للفن التشكيلي، وجدت نفسي منغمسًا في ألوان وملمس إبداعاتي خلال الأوقات الهادئة".
وليختم حسن الشرقاوي اللقاء بالتأكيد على أنه "يكمن جمال امتلاك هواية فنية في حريتها الكامنة، لا مواعيد نهائية، ولا متطلبات من العملاء، ولا صواب أو خطأ... إنها تتعلق بالاستكشاف والتعبير.. سواء برسم مناظر طبيعية، أو رسم لوحات تجريدية، أو تجريب الفن الرقمي، فإن كل عمل فني هو انعكاس لعالمي الداخلي... هذه الحرية ليست مُحررة فحسب، بل مُرضية للغاية أيضًا... إنها تربطني بذاتي الحقيقية، مما يتيح لي شكلاً من أشكال التعبير الذي غالبًا ما تعجز الكلمات عن التعبير عنه".
0 التعليقات:
إرسال تعليق