
فضاء الأطلس المتوسط نيوز/ محمد عبيد
نُظِّمَتْ يوم الأربعاء 6 غشت 2025، بالخيمة الثقافية لمهرجان الأرز والتبوريدة المقام بتراب جماعة بن صميم بإقليم إفران ندوة فكرية في موضوع: "التبوريدة من الهواية إلى عالمية التراث غير المادي"، شارك فيها كل من الأستاذ الدكتور عبد الرحمان غانمي، مدير مختبر السرد والأشكال الثقافية: الأدب واللغة والمجتمع، رفقة الطلبة الباحثين بتكوين دكتوراه الدراسات الأدبية واللسانية والثقافية: ذ.سفيان بوشراك، وذ. خديجة علاش، وذ.لبنى نوسي، وذ. عبدالكريم فضولي، وذ. الحسين والمداني، وذة.خديجة خبطة (المدربة المعتمدة في المالية والمصرفية الإسلامية جامعة الكويت-كلية الشريعة-)...
الندوة نظمتها الجمعية الاقليمية الدار الكبيرة بإقليم إفران بمساهمة من مختبر السرد والأشكال الثقافية: الأدب واللغة والمجتمع شارك في تنشيطها الاستاذ لحسن أسريف ممثل الجمعية المنظمة لمهرجان الأرز والتبوريدة.
وفي معرض كلماتهم، أبرز المحاضرون أهمية التبوريدة كفن تراثي أصيل، والمسارات التي قطعتها للوصول إلى الاعتراف بها ضمن التراث اللامادي العالمي، مؤكدين على ضرورة الحفاظ عليها وتطوير آليات دعمها وتثمينها ثقافيا وسياحيا، وذلك من أجل الوعي الجماعي بالقيمة العالمية للتراث المغربي اللامادي ونظرا لما يلعبه من أدوار متنوعة، منها ما يتعلق بالحفاظ على الهوية ومقومات الشخصية.
كما أبرز المحاضرون بأن التبوريدة، فن الفروسية التقليدي في المغرب، ليست مجرد هواية بل هي تراث ثقافي عميق الجذور، يعود ظهوره إلى القرن الخامس عشر.
وتناوب المحاضرون في الندوة الحديث عن كيف تحولت التبوريدة من مجرد لعبة تقليدية عند المغاربة إلى جزء معترف به عالميًا في التراث الثقافي غير المادي، وباعتبار التبوريدة فنا للفروسية الشعبي المغربي والذي ظهر في الاحتفالات والمناسبات، ويجمع بين العرض العسكري، الفرسان، والأهازيج التقليدية...ومذكرين بأن التبوريدة فن عريق يعود للقرن الـ15، نشأ كممارسة عسكرية لدى المجاهدين الذين كانوا يستخدمون الأقواس والنبال ثم تطورت لاستخدام البارود والبنادق... ومع مرور الزمن، تحولت التبوريدة من تكتيك حربي إلى طقس احتفالي شعبي يُقام في المواسم الدينية والفلاحية والأعياد الوطنية، حيث يُظهِر الفرسان مهارات التناغم مع الخيل والدقة في إطلاق النار في عرض مدهش يعكس روح الشجاعة والانتماء القبلي... وبانه اليوم، وبفضل الدعم الملكي والرعاية الرسمية، أصبحت التبوريدة رياضة رسمية وفنًا معترفًا به محليًا وعالميًا، تتضمن ظهور فرق نسائية تسهم في تجديد هذا التراث وترسيخ مكانته، خاصة وان التبوريظة ادرجت رسمياً على *قائمة التراث الثقافي غير المادي* لدى اليونسكو في 2021، مما أكسبها بعدًا عالميًا جديدًا وحفّز على حمايتها ونشرها.
وقد تم التأكيد على أن هذا الاعتراف يساهم في حماية التبوريدة، ونشرها سياحيًا، ودعم المجتمعات التي تحافظ عليها، وبأن التحول من هواية محلية إلى إرث عالمي يعكس قيمة الفلكلور المغربي ويحفز الجيل الجديد على مواصلة التقاليد، وبأن التبوريدة اليوم لا تمثل فقط تاريخًا وتراثًا بل هي جسر بين الماضي والحاضر، حيث تُحييها الفرق المحلية وتستقطبها المهرجانات الوطنية، مع ظهور دور متجدد ومتنوع في الحفاظ عليها وتطويرها.
في الختام، أجمع المخاطبون في هذه الندوة على أن التبوريدة تظل رمزًا حيًا للتراث المغربي العريق الذي يجمع بين القوة، الجمال، والهوية الثقافية.
وبتعزيز الاعتراف العالمي بهذا الفن الشعبي يؤكد أهمية المحافظة عليه وتطويره ليبقى جزءً لا يتجزأ من حياة الأجيال القادمة، وذلك من خلال دعم المجتمع والجهات الرسمية، يمكن للتبوريدة أن تستمر في نقل قيمها الأصيلة وتعزيز مكانة المغرب على الساحة الثقافية واجمعت المداخلات على أن هذا الاعتراف يساهم أيضا في حماية التبوريدة، ونشرها سياحيًا، ودعم المجتمعات التي تحافظ عليها، وبأن التحول من هواية محلية إلى إرث عالمي يعكس قيمة الفلكلور المغربي ويحفز الجيل الجديد على مواصلة التقاليد.

وما ميز هذه الندوة هو القاء الاستاذة خديجة خبطة قصيدة شعرية وجدانية تخاطب شعور الحاضرين، قصيدة تتحدث عن فن التبوريدة عند اهل فاس وقبائل بإفران، حيث تجسد الشهامة والشجاعة والشموخ وفخر الاعتزاز بالانتماء لهذا الوطن المغربي بهوية شاملة وجامعة لكل المواطنين.




منشورة في:
0 التعليقات:
إرسال تعليق