فضاء الأطلس المتوسط نيوز/ محمد عبيد
نظمت تنسيقية حزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم إفران يوم الاحد 23 نونبر 2025 بمدينة أزرو لقاءً تواصليًا مغلقًا، حضره نخبة من قيادات الحزب على رأسهم محمد سعد برادة- وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة-، وزينة هاشيم -رئيسة لجنة المالية بمجلس النواب-، ومحمد شوكي -النائب البرلماني والمنسق الجهوي للحزب-.
اللقاء، الذي يندرج ضمن برنامج "نقاش الأحرار"، أثار ردود فعل واسعة لدى الرأي العام الإقليمي، خاصة مع محدودية الحضور المحلي الذي لم يتجاوز 40 فردًا.
وفقًا لمصادر حضرت اللقاء بالصدفة، شارك 16 منتخبًا فقط من أصل 80 منتخبًا إقليميًا، وسط غياب أو مقاطعة غالبية المنتخبين، بما في ذلك النائب البرلماني للخزب عن دائرة إفران افران.
هذا الغياب الواسع يبرز اتساع دائرة التصدع الداخلي داخل الحزب، ويعكس خللاً بنيويًا في التمثيلية التنظيمية، سواء في الجماعات الترابية أو مجلس الجهة أو البرلمان.
إنه إشارة واضحة إلى أزمة ثقة عميقة تقوض قدرة الحزب على التأطير والوساطة، مما يضعف موقعه في المشهد السياسي الإقليمي.
*استغراب المنتمين وخلل في التعبئة:
الأصداء السلبية التي رافقت اللقاء أشارت إلى استغراب عدد من المنتمين لوجود أكثر من 15 شخصًا لا تربطهم أي علاقة تنظيمية بالحزب.
ويُعتبر هذا الخلل دليلاً على محدودية التعبئة الداخلية، ويفتح تساؤلات مشروعة حول قدرة المنسق الإقليمي على ضبط آليات العمل الحزبي.
اللقاء، الذي قُدم كاجتماع داخلي مخصص للمنتخبين والمنخرطين فقط، تجاهل حتى دعوة الصحافة الحزبية، كما منع المنظمون بعض الحضور من التصوير أو تسجيل الفيديو.
هذا الإجراء يفقد المناسبة طابعها المؤسساتي، ويحولها إلى حدث ضبابي يربك أهدافه السياسية.
كما يثير هذا الوضع تساؤلات ملحة لدى المواطنين حول جدية الفاعلين السياسيين في تحمل مسؤولياتهم تجاه المدينة، ومدى تجاوبهم مع هموم السكان.
*تلميع صورة أم إنقاذ وهمي؟:
يرى المتتبعون أن اللقاء كان فرصة لاستغلالها من قبل رئيس جماعة أزرو، الذي يشغل منصب المنسق الإقليمي لحزب الأحرار بإفران، لتلميع صورته أمام قيادات الحزب.
هذا المنسق، الذي فقد ثقة الجماهير على مستوى الإقليم ككل – وبشكل خاص في مدينة أزرو التي يدير شؤونها الترابية – إذ تشهد جماعته غضبًا شعبيًا مستمرًا طيلة فترة انتدابه، وهو موقف ناتج عن ضعف التواصل أو تجاهله لهموم الساكنة.
لا يختلف اثنان على أن أزرو في عهد هذا الرئيس تعيش غيابًا للمشاريع التنموية الملموسة، مع تدهور في البنية التحتية ونقص في المرافق الحيوية.
تسيير الجماعة مليء بالمآخذ، من اختلالات في التدبير المالي، وتأجيل ملفات حساسة، إلى مؤشرات اجتماعية مقلقة وتعثر في المشاريع.
هذه المحطة الحزبية الضيقة والفجائية لم تكن سوى إعلان عن وعود جديدة بملفات قديمة، في وقت تواجه فيه المدينة تحديات كبيرة.
*محاولة إنقاذ قبل الانتخابات؟:
يُجمع فاعلون جمعويون على أن هذه الدينامية المتأخرة ليست إلا محاولة لـ"در الرماد على العيون"، وجهدًا من رئيس جماعة أزرو/المنسق الإقليمي للأحرار بإفران لإنقاذ ما تبقى قبل بدء العد التنازلي للحملات الانتخابية.
يقولون: "المنتخب الذي يتعالى على الساكنة أو لا يتجاوب مع مطالبها، يستهتزئ بها".
وتذكر الذاكرة الأزروية جيدًا تصريح الرئيس في إحدى دورات المجلس العادية، حيث قال لمستشار طالب بالاستجابة لمطالب السكان: "أنا لا أُعير اهتمامًا لأزرو ولا لساكنتها؟!" – وذلك أمام السلطة المحلية. (نترك للقارئ فرصة التمعن في هذا التعبير وتحليله).
يجمع مواطنون ومواطنات وفاعلون في أزرو على أن هذه الخرجة الأخيرة جاءت مع اقتراب التصويت، لكن رئيسًا فاقدًا للثقة لن يقنع الناخبين مهما بلغت وعوده.
هذا اللقاء يكشف عن هشاشة الواقع الحزبي في إفران، ويضع علامة استفهام كبيرة حول مستقبل التجمع الوطني للأحرار في الإقليم.
فهل سينجح في إصلاح التصدعات، أم ستستمر الأزمة في تقويض مصداقيته؟
الإجابة تكمن في ردود الفعل الشعبية القادمة.





.jpg)
0 التعليقات:
إرسال تعليق