عرف باب المستشفى الإقليمي 20 غشت بمدينة أزرو يوم الثلاثاء 12 غشت 2025 تنظيم وقفة احتجاجية نظمها بعض الاشخاص لم يبلغ عددهم مجموع عدد اليدين، اطلقوا عليها اسم " تنسيقية: "فعاليات المجتمع المدني" من خلال إشهار لافتة، بترديد مجموعة من الشعارات المنددة بما سمي تصرفات غير مقبولة من طرف ممرضي وأطباء بالمستشفى، وللتنديد بالتسيير العشوائي والارتجالي والنقص الحاد في الأطر الطبية وشبه الطبية، وغياب الأطر وانعدام المعاملة اللائقة مع الزائرين، بالإضافة إلى الأجهزة المعطلة... وكذا إثارة مجموعة من الخروقات المهنية والحقوقية حسب تعبيرهم وادعاء تهم الرشوة والزبونية وغيرها من الاتهامات التي رددت في شعارات المحتجين.
الوقفة بحضورها الملفت للنظر قد تكون نتيجة عدة عوامل منها صغف التنسيق وضعف التواصل وسوء لاختيار الظرفية زمانيا وطقسيا ومناسباتيا أيضا حيث يقام السوق الأسبوعي لأزرو...
وبالرغم دعت مديرة المستشفى الإقليمي 20 غشت الحاضرين في الوقفة لجلسة حوار، رفضها المحتجون بدعوى أنهم يرغبون في لقاء المندوب الإقليمي الذي مقر إدارته بإفران.
وعلى هامش هذه الوقفة، تمكنا من جمع بعض الإشارات المرتبطة بواقع الصحة على مستوى أزرو من بعض المواطنات والمواطنين عبر الشارع وفي جلسات خاصة بعيدا عن محطة الاحتجاج، حيث عبر هؤلاء عن الامتعاض من الطرق التي يعامل بها المرضى..
وأثير الحديث عن الشروط الصحية سيما توفير الأجهزة والعلاجات منها الراديولوجي، الطب الباطني، طب الغدد (السكري)، المسالك البولية، الجلد..
فضلا عما يعرفه المستشفى من خصاص في الموارد البشرية خصوصا التخدير، وجراحة الأطفال، وطب الأطفال، والأنف والحنجرة..
كما أشير إلى بعض المشاكل المتعددة للمستشفى، حسب تصريحات البعض منهم، من بينها: التسيير العشوائي والارتجالي والنقص الحاد في الأطر الطبية وشبه الطبية، وغياب الأطر، وانعدام المعاملة اللائقة مع الزائرين... بالإضافة إلى الأجهزة المعطلة... مطالبين بتطبيب سليم لساكنة إقليم إفران مع توفير جميع التخصصات والأطر الكافية، وفتح حوار بناء تحت إشراف العمالة ووزارة الصحة والحماية الاجتماعية.. والحد من الممارسات المستفزة من طرف بعض الأشخاص المحسوبين على شركات المناولة والتزامهم بما هو منصوص في دفاتر التحملات، مع العمل على ضخ دماء جديدة في المديرية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بإفران بما يضمن التفاعل مع كل المطالب المذكورة.
فيما أَسَرَّ البعض بأنه إذا كان من المرضى الأحياء من يصدرون إلى فاس أو مكناس عند وجود حالات مستعصية، فإن الأموات بدورهم لم يفلتوا من التصدير إلى مكناس عند الحاجة إلى التشريح بعدما كانت هذه العملية من قبل تنجز بالمصحة المتعددة الاختصاصات..
وبأنه عند استقبال المرضى في المستعجلات ولأجل زيارة الطبيب فيكونون ملزمين بأداء 40 درهما؟!!
يقول احد المواطنين:"كنت مع سيدة في نزيف دموي ولم يستقبلوها وهي في نزيف حاد حتى أديت عليها أربعين درهما..ولما دخلت قالوا لي ديها لطبيب النساء...وذهبت الأربعون درهما هكذا!؟؟ ولما سألتهم، قالوا لي: انديروها لك فلاميتييل؟!".. الغريب، نزيف حاد في منتصف الليل لكي يقوموا بإنقاد الشخص تجد عامل الشركة يقول لك سير خلص 40 درهما عاد ادخل!؟! قلت ليه: يا ودي انقدوا السيدة! رد: هاد الشي للي قالو لي!، قلت له أنت تخرق القانون في إسعاف سيدة في خطر!".
ويضيف المتحدث: "حتى عند الحاجة إلى زيارة طبيب اختصاصي لازم من أداء 60 درهما في مستشفى متعدد الاختصاصات في أحداف!"
ويجمع عدد من المتتبعين للشأن الصحي على أن الواقع المقلق تجويدا للخدمات وللتجهيزات ولتقوية الأطر الطلية المختصة لقطاع الصحة ليس بالجديد ولا بالحديث في الإقليم، إذ أنه منذ امد استأثر باهتمام الساكنة عموما نظرا لما تعانيه خاصة منها الساكنة الضعيفة الدخل، حيث يسجل المواطنون أن المستشفى الإقليمي 20 غشت بأزرو لايزال يعيش على وقع الخصاص المهول فى الأطر الطبية والتمريضية وحتى التجهيزات والأدوية، ما يفاقم معاناة المرضى الذين يقصدونه، ويضاعف كذلك تعب وإرهاق العاملين فى هذه المؤسسة... وهي إشكالية بل قضية تشكل بصفة عامة قضية قطاع صحي على الصعيد الوطني وأن مَكامِنَ الخلل في المنظومة الصحية ذات طبيعة قطاعية مركزية، وأن أية حلول لا يمكن أن تتخذ عبر قرارات محلية أو إقليمية..
وهو ما عابه ملاحظون على المنتفضين حين حملوا كافة المسؤوليات للمندوب الإقليمي للصحة الذي هو في حد ذاته موظف إقليمي يمثل الإدارة المركزية محليا...
وقد سبق الوقفة شن حملة على منصات التواصل الاجتماعي ضد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والعناية الاجتماعية تضعه في فوهة المدفع لما هو عليه واقع القطاع إقليميا..
ففي موضوع ما تمت الإشارة إليه فايسبوكيا بخصوص مصلحة مستعجلات المستشفى الإقليمي لإفران المتواجد بأزرو، اوضحت مصادر من إدارة مستشفى 20غشت في نشرة فايسبوكية بأنها قد عينت لجنة للتقصي في حيتيات وحقائق الأمر لِمَا تمت الإشارة إليه بخصوص هذا المرفق، حيث فسرت ظروف عمل الطاقم الطبي والصحي تزامنا مع العطلة الصيفية وتزايد عدد الزوار المرضى مما يدفعها أحيانا إلى إعطاء الأولوية للحالات المستعجلة والحرجة.. وبخصوص ما تم تداوله من تهمة الرشوة، فقد ذكرت بان لجنة مكلفة بعد التحريات والبحث المعمق خلصت إلى أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، وأنه مجرد ادعاءات كاذبة... ونسب السلوك لعاملة النظافة تؤدي عملها فقط، وبأنها لا علاقة لها بعمل الطبيب والممرضين داخل القسم!؟؟
وعن هذا التبرير أكد أحد المحتجين على أنهم تلقوا إفادات من مرضى بأن عددا من المرضى أدوا ثمن استقبالهم بالشباك.
وحمل المحتجون الوضعية المقلقة لقطاع الصحة بالإقليم ككل وبأزرو على وجه الخصوص للمندوب الإقليمي للصحة.
مندوبية الصحة بإقليم إفران - في توضيحات خاصة- كشفت بأن تجويد الخدمات الصحية بالإقليم عموما يعرف تنزيل بعض المشاريع لتقوية البنية الصحية تهم عملية التأهيل ستشمل توسيع بعض المرافق الصحة من جهة وإعادة بناء المرافق الصحية من جهة أخرى، لتشمل 34 مؤسسة صحية بالإقليم، من بينها: مشروع إعادة بناء وتوسيع جل مراكز القرب الصحية عبر مختلف جماعات الإقليم العشر، مع الحرص على تزويدها بالتجهيزات الطبية الأساسية بشكل منصف، يضمن العدالة الصحية ويعزز مبدأ تقريب الخدمات من المواطنات والمواطنين، لا سيما في المناطق القروية والجبلية..
وقد تم إعطاء انطلاقة الأشغال في جماعة سيدي المخفي، جماعة تيزكيت، جماعة واد افران، جماعة عين اللوح، في انتظار باقي الجماعات خلال الأسابيع المقبلة.. وبأنه ستتم إعادة بناء مركز أحداف قرب مسجد حي السلام مع الحفاظ على البناية واستغلالها كمركز لمحاربة الإدمان..
فيما يتعلق بالوضعية البشرية، فأفاد ذات المصدر بأنه جرى دعم مسنشفى 20 غشت بأطقم طبية متخصصة، وذلك في إطار دعم العرض الصحي بإقليم إفران وبالخصوص الاستشفائي منه، حيث التحق مؤخرا بالطاقم الطبي 03 أطباء اختصاصيين في كل من الأمراض الصدرية وداء السل، واختصاصي في التحاليل الطبية وبيولوجية، واختصاصي في الإنعاش والتخدير (حاليا طبيبين).. وبأن مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية بإفران تنتظر قريبا التحاق مجموعة من الأطباء الاختصاصيين (توصلت المندوبية بمقررات تعيينهم/انتقالهم) في كل من طب الأشعة (راديو)، طب الأطفال، طب النساء والتوليد، الجراحة العامة... أما باقي الاختصاصات الغير المتوفرة أو التي تعاني من نقص فتم طلبها وهي قصد الدراسة على الصعيد المركزي، وتخص بالذكر الاختصاص في الأمراض الغدد والسكري، طب الأمراض الجلدية، الطب الباطني، أمراض النساء والتوليد، طبيب ثاني اختصاصي في الأشعة، وطبيب اختصاصي في جراحة الأطفال.
وفي موضوع المعدات الطبية، فكشفت المندوبية الإقليمية للصحة بإفران بأنه تم تسليم هذه المعدات خلال الأسبوع الأول من غشت 2025 إلى مستشفى 20 غشت في أزرو:
* معدات لجراحة الصدمات والعظام (الهدف: تحسين إدارة جراحة الصدمات) - مُكثِّف للصور - طاولة لتقويم العظام - جهاز جلد كهربائي - محرك جراحي.
* معدات لطب العيون (الهدف: تنشيط غرفة عمليات طب العيون من خلال إدارة إعتام عدسة العين ومشاكل الشبكية) - مجهر - جهاز فوكو: تم استلامه (جراحة إعتام عدسة العين والشبكية).
ولتأكد المديرية الاقليمية للصحة والرعاية الإجتماعية على أنها تعمل في اطار مؤسساتي وتحترم وتقدر كل روح الانفتاح مع فعليات المجتمع المدني بالإقليم، وتؤكد على أهمية ترسيخ آلية التشاور المستمر بينها وبين المواطنين، بما يعزز تنزيل مقتضيات الفصل 31 من الدستور، في أفق نظام صحي إقليمي عادل وفعّال.
هذا، وشددت فعاليات محلية على ضرورة بلورة رؤية عملية وعاجلة لإصلاح القطاع الصحي محليا، كون معاناة ساكنة إقليم إفران عموما ومدينة ازرو على وجه الخصوص مع قطاع الصحة ليست حديثة مقارنة بظرفية خروجها، مما يتطلب معه تجنب الخرجات المتواترة من عدة جهات بعيدا عن “الشو” عبر الفضاء الأزرق في محاولات لتزييف الوعي الجماعي كونها تأتي في سياق محاولات بعض الأطراف استغلال الأوضاع الاجتماعية المتدهورة لتطوق بها عنق المندوب الاقليمي للصحة بخلط المواقف لما هو اجتماعي ومجتمعي بما هو سياسي لاعتبارات ذاتية، وأخرى ذات اغراض خدماتية لتصفية حسابات، فيما تتسلل أخرى لخدمة أجندة انتخابية ولو بشكل عفوي إن لم يكن مستترا ... وأن أزمة قطاع الصحة عموما هو إشكالية تدبير وتسيير مركزي للقطاع يقابله "لا حزم من الحكومة" بصفة خاصة.