مقالة العيد: من
أجل النجاح نتعاون
البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو-محمد عبيد
المقالة تتطرق لعيد ليس كسائر الأعياد لا الدينية ولا الوطنية ولكنه عيد ذو خصوصية كثيرا ما تغنت به وزارة التربية الوطنية، والمقالة تتناول ماوراء هذا العيد من أغراض وأهداف كثيرون يعتبرونها محطة عبور بلا توقيع على تأشيرتها التي لدى أبعاد في الوسط التربوي والتعليمي، ومنها تستخلص عبرة للتعامل والتكافل الاجتماعيين... مضمون المقالة هو كما يلي:
يبحث معظم الناس عن النجاح المنفرد، عن الكمال المنفرد، عن الجودة العالية في إنتاجهم الشخصـي، عن السمعة والإطراء الشخـصي، عن التميز الفردي، والحقيقة أن جزء من تكويننا الشخصـي يحب التمتع بالتميز ويحب الظهور، ونظيف له نظام تعليمي عقيم في تبنيه لمفهوم تنمية المهارات الاجتماعية والتعلم التعاوني، ويضع مكانه الفردية والتميز والنجاح الفردي ويزرع فلسفة مادية فردية تجعل صاحب أكبر معدل " الأكثر تميزا " مع أن المعدل بالمدرسة الكلاسيكية لا يتجاوز تقييم جزئي ولحظي لصنف واحد من الذكاءات "الذكاء اللغوي المنطقي".
يبحث معظم الناس عن النجاح المنفرد، عن الكمال المنفرد، عن الجودة العالية في إنتاجهم الشخصـي، عن السمعة والإطراء الشخـصي، عن التميز الفردي، والحقيقة أن جزء من تكويننا الشخصـي يحب التمتع بالتميز ويحب الظهور، ونظيف له نظام تعليمي عقيم في تبنيه لمفهوم تنمية المهارات الاجتماعية والتعلم التعاوني، ويضع مكانه الفردية والتميز والنجاح الفردي ويزرع فلسفة مادية فردية تجعل صاحب أكبر معدل " الأكثر تميزا " مع أن المعدل بالمدرسة الكلاسيكية لا يتجاوز تقييم جزئي ولحظي لصنف واحد من الذكاءات "الذكاء اللغوي المنطقي".
لكن في عالم مبني على نظم الأداء العالي
والمنافسة الشرسة والتطور الدائم، لا يستطيع الشخـص – مهما كان متميزا كفرد – من
النجاح، لأنه يتطلب عمل فريق يكمل البعض نقاط ضعف البعض الأخر، يفكرون بـمنطلقات
مختلفة ليصلوا لحلول أكثر نجاعة، يعملون بـمنطق المساندة والمساهمة الايجابية
بالعمل والاقتراح.
إن مجموع العمل التعاوني لفردين لا يساوي
بالتأكيد مجموع عملها فرديا بل يضاعفه أضعافا كثيرة، ويجوده ويطبعه بكمال أكبر.
إن العالم مبني اليوم على عمل الفريق وعلى
مهارات الاندماج والتواصل والتعلم التبادلي، لذلك كان على المؤسسات التعليمية جعل
هذه المهارات العمود الفقري لبرامجها التعليمية التدريبية، فلا يكفي نقل المعلومة
في عـصر أصبحت فيه المعلومات تتضاعف كل ستة أشهر وتتجدد على مدار الساعة؛ بل
وأصبحت متاحة للجميع.
وهذه قصة قصيرة تقرب معنى العمل التعاوني
والتبادلي ومدى تأثيره على نجاحنا:
"كان هناك رجل عجوز ظل يسافر في
أرجاء الهند حتى وصل إلى قرية صغيرة كان الرجل يحتاج إلى طعام وشراب، فاقترب
من أحد الأكواخ ثم طرق الباب.
فتح صاحب الدار الباب فقال له الرجل
العجوز: "لقد ظللت أسافر لأيام عديدة فهل يمكن أن تعطني بعض الماء والطعام؟".
نظر صاحب الكوخ إلى الرجل العجوز في ثيابه
الرثة وقال:"ليس لدي ما أستغني عنه فرح لحال سبيلك".
طرق الرجل العجوز باب الكوخ التالي وطلب
ماء وطعاما، ولكن مرة أخرى رد صاحب الكوخ الباب في وجهه.
بعد ذلك، طرق الرجل العجوز باب الكوخ
الثالث، فتحت الباب امرأة، ورأى الرجل العجوز أطفالها يلعبون بالداخل، طلب الرجل
من المرأة أن تعطيه بعض الطعام والشـراب، ولكنها ردت عليه قائلة: "كيف أطعمك
وأنا بالكاد استطيع إطعام أطفالي؟".
رأى الرجل العجوز أن المرأة تريد أن
تساعده بالفعل وأن لها قلبا طيبا، عندها سألها الرجل: "هل لديك إناء للطبخ؟".
ردت المرأة: "بالطبع لدي".
قال الرجل العجوز: "حسنا، لدي في
جيبي حجر سحري، إذا ملأت إناء الطبخ ماء وألقيت فيه الحجر السحري، فإننا نستطيع أن
نصنع حساء سحريا".
لم تشعر المرأة بالطمأنينة تجاه ما يقوله
الرجل العجوز، ولكنها قررت أن تفعل ما يطلبه، دخلت المرأة والرجل إلى الفناء
الخلفي للكوخ ووضعا الإناء فوق النار، عندها دس الرجل العجوز يده في جيبه وأخرج
الحجر السحري وألقاه في الإناء، هبط الحجر إلى قاع الإناء، أخذ الرجل الملعقة
وتذوق الحساء، نظر الرجل للمرأة وقال لها: "إن طعم الحساء جيد ولكنه يحتاج
إلى شيء آخر، هل لديك جزر؟".
كان لدى المرأة بضع جزرات، فذهبت وأحضـرتها و أضافتها إلى الحساء، بدأ الرجل العجوز يتذوق الحساء مرة أخرى، و لكنه لم يعجب به و قال: "هل لديك أي بطاطس؟".
كان لدى المرأة بضع جزرات، فذهبت وأحضـرتها و أضافتها إلى الحساء، بدأ الرجل العجوز يتذوق الحساء مرة أخرى، و لكنه لم يعجب به و قال: "هل لديك أي بطاطس؟".
نظرت المرأة للرجل العجوز وقالت له: إنني
لم أر البطاطس لأسابيع طويلة" في ذلك الوقت، كان بعض أهل القرية قد سمعوا
بحكاية الرجل العجوز وتجمعوا ليعرفوا ما يحدث.
عندها قالت إحدى النسوة:"أنا لدي
بطاطس"وذهبت وأحضـرت بعض حبات من كوخها وأضافتها إلى الإناء.
تذوق الرجل مرة أخرى ولكنه لم يرض عن طعمه
بعد:"إنه لا يزال إلى حاجة إلى بعض البصل، عندها تطوع رجل من أهل القرية،
استمر الأمر على هذا المنوال لبعض الوقت وظل كل واحد يضيف شيئا جديدا إلى الحساء.
وأخيرا، تذوق الرجل العجوز الحساء وابتسم
وقال إنه أصبح رائعا، غمس الرجل الملعقة في الإناء وأعطاها للمرأة التي ساعدته
أولا.
ثم مررتها إلى أهل القرية المجتمعين حولها
وبدأ الجميع يستمتعون بالحساء، عندها استدارت المرأة للرجل العجوز تشكره، ولكنه
اختفى.
في هذا اليوم تعلم أهل القرية درسا مهما
للغاية، فقد تعلموا أنه رغم أن كل شخص منهم كان يعاني على حدة من أجل توفير الطعام
له ولأبنائه، فإنهم عندما وحدوا جهودهم ومواردهم، فإن الكل استفاد.
أخوكم عبد الخالق نتيج
الرئيس والمدير العام للأكاديمية الدولية للتدريب والتفوق الدراسي
Président et Directeur Général de I.A.T.E.D
00212600755050
0 التعليقات:
إرسال تعليق