الملتقى السنوي السادس للمجلس العلمي المحلي لإفران
الاختلاف سنة إلهية والتسامح أساس بناء المجتمع المدني
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو-محمد عبيد*/*
جرت خلال أيام الاسبوع الأخير-الجمعة والسبت والأحد(30و31أكتوبر وفاتح نونبر2015)- بمختلف مساجد إقليم إفران لقاءات وندوات ومحاضرات في إطار الملتقى السنوي السادس للسيرة النبوية الذي نظمه المجلس العلمي المحلي لإفران بعنوان" التسامح وأثره في البناء الحضري"انطلاقا من قوله تعالى: وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"(الآية 14 من سورة التغابن)... إذ قدم عدد من أساتذة الفقه الإسلامي وخطباء وأئمة ووعاظ ومرشدون فضلا عن أعضاء المجلس العلمي ندوات ومحاضرات في الموضوع لفائدة المصلين وللمداومين على بيوت الله...
وكان أن تابعت الجريدة إحدى هذه اللقاءات في أول يوم لها بمسجد الهداية بمدينة آزرو حيث أطر الندوة كل من الأستاذ محمد بوهو والأستاذ جمال أقديم تطرقا خلالها إلى التعريف بالسيرة النبوية من خلال تعريف التسامح الذي يعتبر أول معاهدة للنبي (ص) بالمدينة المنورة كونها تنم عن تقدم حضاري لا مثيل له التعايش السلمي بين المسلمين وجميع الأطياف التي كانت تتواجد بالمدينة المنورة من يهود ومسيحيين وغيرهم والتي تضمن الحق في العقيدة والتعايش بما يضمن الأمن للجميع.. كما تطرق الأستاذان إلى صلح الحديبية والعفو الشامل الذي حظي به مشركو قريش أثناء فتح مكة من خلال قول رسول الله (ص):"اذهبوا فأنتم الطلقاء"...
وفي يوم الأحد 18محرم 1437 الموافق ل01نونبر 2015 وبجامعة الأخوين بمدينة إفران كان موعد كافة المشاركين والفاعلين في هذا الملتقى الفكري والديني مع الجلسة الختامية سيرها الأستاذ محمد آيت بوتو، والتي حضرها ممثل عامل إقليم إفران السيد إحسان صديقي باشا مدينة إفران ونائب رئيس جامعة الأخوين بإفران والمندوب الاقليمي لوزارة الشؤون الإسلامية بإفران وممثلو بعض المجالس الجماعية فضلا عن عدد من المدعوين...
فبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم (المقرئ زكرياء الخاوة)، ألقيت كلمات على التوالي من قبل الدكتور محمد الذهبي نائب رئيس جامعة الأخوين في الشؤون الأكاديمية الذي رحب بالحضور مذكرا بسهر الجامعة على التفتح على جميع الحضارات والديانات من خلال تثمين مبدأ التسامح في أخلاقيات الطلبة نظرا لما أصبح يلعبه الدين من أدوار في التسامح وخاصة من خلال المجالس العلمية المحلية والجهوية والمجلس العلمي الأعلى، ليعبر من جهته الأستاذ سليمان خنجري رئيس المجلس العلمي المحلي لإفران عن امتنانه لتلبية الجميع الحضور والمشاركة في هذا الملتقى السنوي في محطته السادسة التي اختارت موضوعا أرقى وأنبل في مبادئ الدين الإسلامي ألا وهو مبدأ التسامح الذي ازدانت به الشخصية الدينية المغربية البعيدة كل البعد عن التعصب والجفاء خاصة في زمن أصبحت فيه الطائفية ظاهرة تنخر المجتمعات، مبرزا أن الرسالة المنوطة بالجميع تسائلنا على المبادئ الإسلامية وخاصة منها التسامح الذي هو من خصائص الدين الإسلامي استحضار لقوله تعالى"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، كون القران الكريم يعلمنا أن الاختلاف سنة إلهية والانفتاح على الأخر يقتضي الوسيطة والاعتدال من خلال مبدأ التسامح الذي يجسده الرسول (ص) من خلال أقواله وأفعاله، ليخلص الأستاذ سليمان إلى أن روح التسامح هو تجسيد لاحترام الاختلاف الإنساني.
فيما قال الأستاذ مصطفى ڭنون المندوب الاقليمي لوزارة الشؤون الإسلامية بإفران في بداية كلمته إنه لشرف كبير ومناسبة كريمة أن يخصص الملتقى شعاره لمبدأ التسامح الذي هو خلق يقرب القلوب بعضها من بعض وأن الإسلام أعطى مكانة رفيعة لهذا المبدأ الذي حث عليه القران الكريم و من خلال سيرة النبي (ص)...
ولينتقل الحضور إلى مراسيم توقيع اتفاقية شراكة بين المجلس العلمي لإفران ومندوبية التعاون الوطني بإفران وقعها عن الجانبين كل من الأستاذ سليمان الخنجري والسيد عبد الله البصري، الوثيقة التي تهدف لإقامة التعاون بين الطرفين في عدة مجالات ثقافية وتربوية ترسيخا للمبادئ الإسلامية .. وبعده جرى تكريم بعض الأئمة، وتقديم جوائز لبعض الشابات والشبان الفائزين في مسابقة حفظ القران الكريم.
وفور هذه المراسيم باشرت الجلسة العلمية لبقية اليوم برآسة الدكتور حسن عزوزي رئيس المجلس العلمي لإقليم مولاي يعقوب وبالمقرر مولاي الحسن علوي بلغيتي عضو المجلس العلمي المحلي بإفران، وقد شملت 3محاضرات: الأولى بعنوان"التأصيل الشرعي لمفهوم التسامح" قدمها الأستاذ الشيخ عبد الله بلمدني عضو المجلس العلمي المحلي ببني ملال، والثانية تحت عنوان:"تجليات التسامح من خلال تراث الغرب الإسلامي" من قبل الدكتور توفيق الغلبزوري رئيس المجلس العلمي بالنفنيدق، فالثالثة في موضوع"التسامح وأثره في توطيد الأمن والاستقرار"من قبل الدكتور مصطفى زمهني رئيس المجلس العلمي المحلي بخنيفرة...
تلت هذه المحاضرات مناقشة أبدى من خلالها المشاركون آراءهم وأفكارهم مؤيدين للمبدأ التسامحي الذي هو أساس بناء المجتمع المدني من خلال قاعدة التعامل العادل بين مختلف فئاته.. خصوصا وأن الدين الإسلامي يدعو إلى التحلي بالهدوء والأمان، واستحضار حرية الحوار بالحجة والكلمة الطيبة كون الحق له قوة يظهر بها على الباطل ويتطلب الأمر أيضا التحلي بالحكمة فكلما كانت هذه الحكمة مستعملة في الوقت المناسب كلما كانت النتائج أعظم، ولعل في التاريخ الإسلامي أبرز شهادة التي ارتكزت على صلح الحديبية الذي كان غنيا بالدروس والحِكَم والتي ينبغي الوقوف معها والاستفادة منها في واقعنا ومستقبلنا كأفراد ومجتمعات.
تلت هذه المحاضرات مناقشة أبدى من خلالها المشاركون آراءهم وأفكارهم مؤيدين للمبدأ التسامحي الذي هو أساس بناء المجتمع المدني من خلال قاعدة التعامل العادل بين مختلف فئاته.. خصوصا وأن الدين الإسلامي يدعو إلى التحلي بالهدوء والأمان، واستحضار حرية الحوار بالحجة والكلمة الطيبة كون الحق له قوة يظهر بها على الباطل ويتطلب الأمر أيضا التحلي بالحكمة فكلما كانت هذه الحكمة مستعملة في الوقت المناسب كلما كانت النتائج أعظم، ولعل في التاريخ الإسلامي أبرز شهادة التي ارتكزت على صلح الحديبية الذي كان غنيا بالدروس والحِكَم والتي ينبغي الوقوف معها والاستفادة منها في واقعنا ومستقبلنا كأفراد ومجتمعات.
ولترفع أشغال الملتقى السادس بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده ألقاها الدكتور علال الصغيري عضو المجلس العلمي المحلي لإفران، بعدها جاء الختم بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين أعزه الله وقد ألقاه الأستاذ محمد العربي النوايتي عضو نفس المجلس.
0 التعليقات:
إرسال تعليق