المجلس الاقليمي للغابة باقليم إفران
ورهانات التنمية المستدامة والتحديات البيولوجية والاستثمارية
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/آزرو-محمد عبيد*/*
تداول المجلس الإقليمي للغابة بإفران في دورته المنعقدة يوم الاربعاء9دجنبر 2015 بمقر عمالة إفران برأسه عبد الحميد المزيد عامل إقليم إفران دراسة ومناقشة التحديات المستقبلية لغابات إفران أمام رهان التغيرات المناخية...
وقد تناولت الدورة من خلال عرض شامل جملة من المحاور في شان الموروث الغابوي دور الغابة من اجل التنمية المستدامة وطرق العمل والبرنامج الاستثماري برسم 2016... إذ ركز العرض والمناقشة على أن الغابة التي تشكل تراثا وطنية تتميز بتنوع بيولوجي من جهة و بتنوع المنظومات الحية من جهة أخرى غابات إفران التي تمتد على مساحات جد مهمة يشكل فيها الملك الغابوي 116.000هكتار (35% من المساحة الإجمالية للأرز على الصعيد الوطني) وتنوع بيولوجي مهم: 22% من الأصناف النباتية الوطنية و26 إلى 75% من الوحيش حسب الأصناف، ولتميزها بمنتزه وطني يمتد على 125.000 هكتار (ثلث مساحة الإقليم،) وكذلك نظرا لما توفره من موارد مائية مهمة ومناطق رطبة مصنفة على الصعيد العالمي) تلعب دورا أساسيا في تخزين التنوع البيولوجي مما يجعلها تساهم في الاقتصاد المحلي خوصا خصوصا من حيث التنوع البيولوجي حيث تصل المساحة المرتبطة بهذا المجال إلى 9مليون هكتار أي 12,6% من مجموع غابات لتراب الوطني بالنسبة لهذا التنوع البيولوجي المتنوع حيوانيا ونباتيا...ويجعلها منطقة ذات مكون جمالي وذي أهمية كبرى وإستراتيجية لتواجدها على مرتفعات عالية وتضاريس وعرة ومنحدرات قوية فضلا عن الظروف المناخية الصعبة وكونها تعد خزانا مهما للمياه بالنسبة للمغرب..كما أنها تساهم في الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص الشغل 320000 يوم عمل 2200000 درهم، و من حيث توفير خشب العمل والصناعة 30000 متر مكعب أي بنسبة 26 بالمائة من الإنتاج الوطني و حطب التدفئة 45000 ستير أي بنسبة 6 بالمائة من الإنتاج الوطني فضلا عن ممارسة هوايات القنص والصيد و ما تشكله المراعي (مليون وحدة علفية بغلاف مالي قدره 3 مليون درهم).. وكون الغابة تلعب أدوارا مباشرة جد مهمة في الاقتصاد المحلي والوطني (دون احتساب الخدمات البيئية والايكولوجية التي توفرها للمجتمع والعالم بأسره ) فلقد أثار العرض الاستعمالات الغير المباشرة للموروث الغابوي المترتبة عن محاربة التعرية ارتكازا على حماية السدود و التربة من الفيضانات، ومن التبادلات الغازية(تخزين الكاربون).. و دور حماية الأراضي الفلاحية والمنشئات الهيدرو فلاحية ودعم تسويق المنتوجات المحلية (النباتات العطرية والطبية..).. وقد سجلت ملاحظات من مختلف النواحي المناخية والضغط البشري والضغط الحيواني والتنافسية والمجالية والأمراض المختلفة كعوامل مسببة ومؤثرة وحاسمة التي تؤدي إلى تدهور الموروث الغابوي مما دعا إلى اتخاذ إجراءات من طرف المندوبية السامية للمياه و الغابات و محاربة التصحر من أجل التأقلم مع التغيرات المناخية لتطوير الساحة الجبلية و إنشاء مناطق غابوية للترفيه لصالح الساكنة مع التحسيس والتربية البيئية وتنمية النشاط المدر للدخل وتدبير المراعي الغابوية مع إشراك الساكنة المحلية وذلك بالتعويض عن المناطق المحمية وحث الساكنة المحلية على استعمال الافرنة المحسنة وتحفيز الساكنة والمؤسسات على استعمال الطاقات البديلة من أجل تخفيف الضغط على الثروة الغابوية.. و من أجل الغابة و تحديات التغيرات المناخية العمل على إنشاء محمية المحيط الحيوي للأرز و تقديم مشروع المحمية لمنظمة اليونسكو... خصوصا أمام المتغيرات المناخية بسبب أحيانا تعاقب سنوات الجفاف وفي أحيان أخرى كثرة وحدة الفياضات والكوارث الطبيعية وتقليص مدة تساقط الثلوج وكميتها..أو تساقطات مطرية غير منتظمة إلى جانب تغيير مسارات وأوقات مرور بعض الطيور المهاجرة...لذا كان لزاما ومن أجل التأقلم مع التغيرات المناخية اتخاذ تدابير من بينها التدبير المندمج للأحواض المائية من أجل الحفاظ على التربة و حماية السدود وتدبير الغابات من حيث التهيئة المندمجة للغابات من أجل التأقلم مع التغيرات المناخية وتفعيل عملية التشجير و إحياء الغابات حسب المعطيات الإيكولوجية للحفاظ على التنوع البيولوجي، هذا مع العمل على تطوير السياحة الجبلية و إنشاء مناطق غابوية للترفيه لصالح الساكنة مع التحسيس و التربية البيئية وتدبير المراعي الغابوية مع إشراك الساكنة المحلية وذلك بالتعويض عن المناطق المحمية و ذلك من خلال تنمية النشاط المدر للدخل، وحث الساكنة المحلية على استعمال الأفرنة المحسنة والمؤسسات على استعمال الطاقات البديلة من اجل التخفيف عن الضغط الذي تعرفه الثروة الغابوية... كما استحضرت الندوة من خلال العرض سبل الحد من استغلال الغابة تركيز على عمليات التهريب (أشجار الأرز أساسا) التي يسجل أن المستفيد منها أكثرهم من خارج الإقليم مما يتسبب في خسائر مادية مهمة تقدر بحوالي 2.000.000درهم سنويا...
وأمام هذه العوامل تم اعتماد طريقة زجرية أكثر فاعلية للتصدي للمخالفات الغابوية منها إحداث 3مناطق للخل وثلاث فيالق وخلق مركز غابوي بإفران ودعم الفيالق بالوسائل اللوجيستيكية اللازمة.. وقد ساهمت هذه الاجراءات في التخفيف من حدة عملية التهريب بنسب مهمة حسب المناطق إذ سجل بالمقارنة مع السنة الفارطة انخفاض التهريب ب90% بمنطقة أكمكم و تدنيها بشكل ملحوظ في البقريت وعين اللوح عن طريق تكثيف الدوريات وعمليات التمشيط ووضع خلية معلومات فعالة لرصد المخالفات والمخالفين..
وحتى يكون للغابة دور من أجل تنمية مستدامة، تم الوقوف على التحديات الأساسية المطروحة (تحديات بيئية وتحديات اجتماعية و تحديات اقتصادية)، ومن جهة أخرى من اجل نهج مقاربة مجالية مع مراعاة المعايير الجغرافية والبشرية والاقتصادية و من خلال اعتماد جيل جديد من المشاريع ترتكز على المقاربة التشاركية و التشاورية وتتمحور حول أهم ميادين النشاط الاقتصادي : الأراضي الفلاحية، الغابة والتنوع البيولوجي، المراعي، الموارد المائية، التربة و الموارد الطاقية... مع النهوض بالاستثمار الغابوي في إطار البرنامج العشري للمندوبية الإقليمية للغابات بإفران الذي يشمل 6مشاريع مجالية: مشروع تثمين وتنمية التنوع البيولوجي بالمنطقة الشمالية للمنتزه الوطني بغلاف مالي قدره3611400درهم،مشروع تثمين وتنمية التنوع البيولوجي بالمنطقة الوسطى للمنتزه (6643050درهم)، مشروع حماية وتنمية غابات سنوال البقريت (6033840درهم)، مشروع تنمية وتثمين غابات البلوط الأخضر بعين اللوح (5463650درهم)، مشروع حماية وتنمية غابات أغبالو العربي (2020450درهم)، مشروع تهيئة غابات الحضرية والشبه الحضرية (600000درهم).. هذا مع العمل على تنمية الغطاء النباتي عن طريق القيام بمجموعة من العمليات التشجير والتخليف من أجل تأهيل المنظومات الحية المميزة للإقليم مع التركيز على إشراك الساكنة المحلية فيما يتعلق بتدبير وحماية محيطات المحمية، وتقوية البنية التحتية عن طريق صيانة المسالك الغابوية وتهيئ البنايات الغابوية والإدارية بهدف فك العزلة وتحسين ظروف العمل للغابويين الممارسين بالميدان مع حماية المنشآت السكنية من انجراف التربة وذلك بوضع حواجز وقائية فدعم الساكنة المحلية عن طريق توزيع الأفران المحسنة والأغراس المثمرة بهدف تحسين الدخل والتقليص من كمية الخشب المستعملة...
0 التعليقات:
إرسال تعليق