ترافعت فعاليات مجتمعية بمدينة آزرو في لقاء مفتوح جرى ليلة الثلاثاء 28يونيو2016 ضمن برنامج "حوار بلا حدود" حول موضوع : "احتلال الملك العمومي بمدينة أزرو"...
البرنامج الذي دأبت على تنظيمه "جمعية شباب بلا حدود" بإقليم إفران في محطته الخامسة عشرة، استضاف كلا من الأستاذ كريم نيتلحو (محامي بهيئة مكناس) والدكتور عبد الرحيم العطري(أستاذ علم الاجتماع بكلية سيدي محمد بن عبد الله بفاس) والأستاذ اعمر أجبري (رئيس الجماعة الحضرية لآزرو) والأستاذ رشيد الزروالي (رئيس جمعية أرباب ومسيري المقاهي بمدينة آزرو)...
بداية تناول ذ. كريم نيتلحو في مداخلته جملة من الجوانب المرتبطة بالموضوع من حيث النظام القانوني المنظم لاحتلال الملك العمومي معبرا أنه قانون قديم يعود للمرحلة الاستعمارية ويتطلب تجديده وتدخل تشريعي لإعادة النظر في القانون... ومع ذلك يقول المتدخل القانون يمنع احتلال الملك العمومي بترخيص استثنائي مقابل إتاوة، ليستعرض خصائص القانون (الملك الجماعي ملك للجماعة، الملك العمومي لايباع،...) ومستدلا بخلاصات المجلس الجهوي للحسابات بخصوص احتلال الملك العمومي عن مدينتي مكناس وآزرو حيث اختلالات بالجملة وعدم استخلاص الإتاوة وأحيانا بتواطؤ سياسوي لفائدة مستفيدين، فضلا عن عدم احترام قوانين التعمير في غياب إستراتيجية اقتصادية وتنموية...
ليتقدم الأستاذ كريم نيتلحو باقتراحات عملية من بينها مخطط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لتجاوز الاحتلال الذي لا يتوقف على الملاحظات وبالتحسيس ولكن بالزجر أيضا مما سيكون له الأثر الإيجابي لملأ خزينة الجماعة بالرسوم المترتبة عن الاحتلال المهول للملك العمومي، كما وجب كذلك إعادة النظر في أجهزة مراقبة التعمير والبناء مع وضع تصور شامل لتجاوز إشكالية احتلال الملك العمومي بنظرة تشاركية.
الدكتور عبد الرحيم العطري، الأستاذ في علم الاجتماع، في مداخلته أثرى الموضوع بجملة من النقط والتوضيحات وبإسهاب كبير منه لمقاربة الموضوع من الجوانب الأنترولوجية والسوسيولوجية والتاريخية، حيث خلص إلى أن هناك سيبة جديدة مرتبطة بكون أغلب المدن التي تطورت وارتبطت بالطريق والعلاقات التجارية بالإضافة إلى دور الانفجار الديموغرافي وارتفاع حاجيات السكان مما يتطلب معه التفكير لمعالجة إشكالية المدينة...
الأستاذ اعمر أجبري رئيس المجلس البلدي لآزرو قال بأنه لايمكن محاسبة المجلس البلدي في هذا الموضوع لأن مدة صلاحيته قصيرة جدا وأن مجلسه لديه الرغبة في معالجة الموضوع رغم أن القانون التنظيمي للجماعات الترابية يعطي للسلطة صلاحيات التنفيذ..
وأشار الأستاذ رشيد الزروالي(رئيس جمعية أرباب ومسيري المقاهي بمدينة آزرو) في مداخلته بالمناسبة إلى أن احتلال الملك العمومي لا يَسْنُدُهُ أي ترخيص بالنسبة للمقاهي والمطاعم ليطالب بتفعيل القانون في هذا المجال...
في باب المناقشة وتدخلات الحضور اجمع المشاركون على تفشي ظاهرة احتلال الملك العمومي وأن المشكل مرتبط بالسياسات العمومية ...مما يجعل معه المدارات الحضرية تعيش على إيقاع الفوضى والتسيب مما أضحى معه يطرح أكثر من علامة استفهام ويدفع إلى التساؤل عن دوافع هاته "التمييكة" الغير معهودة في تعامل السلطات مع مثل هاته الفوضى الغير المنظمة سيما وأن مسؤولية تطبيق هذا النص من صميم اختصاصات السلطات المحلية.. ولم تخف بعض التدخلات من العموم الإشارة إلى أن هذه الفوضى في احتلال الملك العمومي يتحمل فيها الجميع مسؤوليته منتخبون وسلطات محلية وفعاليات المجتمع المدني وحتما نتائجها تنعكس سلبا على الجميع وربما يكون ضحيتها أحد هؤلاء المتدخلين إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من المفترض أن يكونوا ساهرين على اجتثاث هذه الظاهرة وحماية مصالح المواطنين...
ولم يُفَوِّتْ تدخل أحد المشاركين في المناقشة الفرصة لربط تفعيل القوانين العمومية على نفس القدر من المساواة والمسؤولية حين ربط غياب تفعيل قانون احتلال الملك العمومي بشكل صارم كما جاء من اجتهاد بخصوص الحسم في موضوع تسويق "الميكا" واستعجال خلق قانون منع رواجها وفرض عقوبات زجرية على جميع من سيستخدمها انطلاقا من يومه الجمعة فاتح يوليوز2016؟ أو ليس الأجدر أن تكون الجهات الرسمية على نفس القدر من الجرأة لتفعيل قانون احتلال الملك العمومي وتجريمه كذلك؟ وهي الملاحظة التي أمل في تدوينها ضمن توصيات هذا اللقاء والتي من المفروض تبليغها لمختلف الدوائر والجهات محليا ووطنيا...
أسفرت نتائج مسابقة أحسن صورة للاحتلال الملك العمومي بمدينة آزرو التي خصصها موقع صدىtv عن اختيار صور كل من السيد مصطفى ملكاوي والسيد محمد ملاحي والسيد وليد الجرموني والسيد ياسين يرزم على التوالي كأحسن الصور من بين المشاركين في المسابقة والذين بلغ عددهم 126 بصور تنوعت وتعددت مواقع اختيارها ارتبطت شكلا ومضمونا بالموضوع ومعبرة عن التأثير السلبي الذي يعاني منه مجال السير والجولان بالمدينة...
وقد تم تسلم الفائزون الأربعة الأوائل شواهد تقديرية وجوائز رمزية خلال اللقاء المرتبط بموضوع احتلال الملك العمومي وبالتالي عبرت الصور عن الغرض العام الذي اختير له شعار"خليونا ندوزا"...
0 التعليقات:
إرسال تعليق