سجناء مظلومون ولصوص محميون بقانون أعمى!!!؟
تغيرت الأحوال فصار النصابون والحراميون محترمون جدا جدا
*/* مدونة"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"/ آزرو- محمد عبيد*/*
تغير الزمان ولم يعد الزمان زمانا، فكل شيء مختلف حتى اللصوص والحرامية في زماننا لم يعودوا مثل السابق، يمتلكون أخلاق اللصوص المحترمين!
لصوص زمان كانوا ينطون "الطوف" ويتسلقون الجدران، ويصعدون وينزلون من حائط إلى حائط، ومن سطح إلى سطح... لصوص الآن "ينطون" من شركة إلى شركة، من منصب إلى منصب، ومن مؤسسة إلى مؤسسة ومن وزارة إلى وزارة!لصوص زمان كان الواحد منهم، يسهر الليل، ويخطط، ويلبس ملابسه الخاصة السوداء، ويتلثم ثم يذهب حيث الناس نيام من اجل السرقة، الآن الحرامي يقوم صباحا، يلبس دشداشته، وبشته، وينشي غترته، ويقوم من الصباح الباكر ويصلي الفجر حاضرا، ثم ينطلق يخطط لسرقة اليوم حيث الناس مازالوا نياما!لصوص زمان الفقر، كان الواحد منهم قنوعا، والقناعة كنز، فيسرق الدجاج والطيور الموجودة فوق السطح... لصوص هذا الزمان وأيامنا هذه جشعون، لايقتنعون بالدجاج بل يرفعون شعار"اسرق جملا أو لاتسرق أبدا"، والجمل هنا وزارة، تعاونية، مؤسسة حكومية، شركة...!في السابق كان الحرامي يعمل بسرية حتى لا يكشف أمره وينفضح بين الناس...
الآن الشريف «يتخشخش» من الناس، وينطوي على نفسه، لأنه شريف وطيب ولا يعرف كيف يسرق، واللصوص صورهم ملء الصحف والمواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي!في قديم الزمان، لو تم القبض على الحرامي فإنه سيحصل على وجبة كاملة من الضرب والركل والسحل في الأسواق مفضوحا...الآن فالحرامي لا يضرب ولا يسجن، بل يبخر، وتركض خلفه الناس في الأسواق طلبا مودته!في الزمان السالف، كان الحرامي، حراميا محترما وحقيقيا، يحترم مهنته، الآن كل من هب ودب أصبح لصا!في سالف العصر والزمان، كان اللصوص يخفون ما يسرقون في المغارات والحفر...
الآن اللصوص يظهرون ما يسرقون على شكل شركات ومؤسسات وعمارات!في القدم كان القانون يحاربهم ويلاحقهم ويسجنهم، الآن القانون يحمي اللصوص ويساندهم، وإذا خسروا يدفعون لهم ويغطون خسائرهم!في الزمان القديم الجميل كان اللصوص يسرقون الأغنياء ويعطون الفقراء، الآن اللصوص الأغنياء... يسرقوننا!
في زماننا هذا انقلبت الموازين فأصبح المظلوم ظالما والظالم مظلوم وها نحن نشاهد ونسمع بدء المزاد والتدليس من قبل هؤلاء"اللصوص المحترمين" أصحاب البدل والكرافتات الأنيقة والعمائم الغليظة الملتفة على رؤوسهم كالتفاف مواقفهم وألاعيبهم وأمام كل هذا وجب علينا اليوم أن نصرخ بأعلى صوت في وجوه هؤلاء اللصوص والمرجفون تجار الدماء والحروب والنهب والسطو تحت مظلة القانون، ونقول لهم ابتعدوا أن الدنيا دوارة، وأن الأيام دول، ومن سقى غيره من كأس سيشرب هو من نفسها لا محالة... فمن استغل منصبه في ظلم الناس والتسلط عليهم وأكل حقوقهم، فما دار الزمان دورته إلا وهو مرمي في السجن مع ولده، وقد صودرت أمواله ونزع سلطانه، وتمزق شمل أسرته، فيسأله ولده عن السبب في هذا التحول السريع من حياة العز والرخاء إلى حياة البؤس والشقاء، فيقول:"يا بني دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها".
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم.
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق