في مشهد يجسد فجوة شاسعة بين الشعارات والواقع، تحولت المكاتب الإدارية بقيادة بني وكيل، التابعة لإقليم الفقيه بن صالح، اليوم الثلاثاء 12 غشت الجاري، إلى أفران مغلقة بفعل الحرارة المفرطة وغياب أبسط وسائل التهوية أو التكييف.
المشهد كان صادما: مواطنون جاؤوا لإنجاز وثائق أو متابعة ملفاتهم، فوجدوا أنفسهم في "انتظار حارق" وسط أجواء خانقة، وموظفون يواجهون نفس المصير، محاصرين بحرارة تسرق طاقتهم وتشتت تركيزهم. الحرارة كانت الخصم الأول، والنوافذ العاجزة عن إدخال نسمة هواء جعلت المكاتب بيئة طاردة، بدل أن تكون فضاء لخدمة المواطن.
هذا الوضع يثير أكثر من علامة إستفهام حول حقيقة "تجويد الخدمات" التي ترفعها الخطابات الرسمية، ويكشف أن بعض الإدارات ما زالت غارقة في زمن الإهمال، حيث صحة وكرامة المواطن والموظف لا تحظى بالأولوية.
الأدهى من ذلك أن أجهزة التكييف أو وسائل التهوية تبدو وكأنها "ترف غير متاح"، في وقت تُصرف فيه ميزانيات على مشاريع جانبية وصور تذكارية، بينما الأساسيات مهملة. المشهد يثبت أن التنمية الحقيقية لا تبدأ من الحملات والشعارات، بل من إحترام الإنسان، وضمان بيئة إستقبال وعمل تليق به وتحافظ على صحته، وإلا فإن الحديث عن إدارة عصرية سيظل مجرد حبر على ورق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق