مدونة فضاء الأطلس المتوسط نيوز "مازلنا هنا نقاوم وضمائرنا مرتاحة،عندما لانستطيع القيام بعملنا،سنكسر أقلامنا،ولا نبيعها."

أرشيف المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Powered By Blogger

التسميات

رايك يهمنا في شكل ومحتوى البوابة؟

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المشاركات الشائعة

Translate

الاثنين، 27 أكتوبر 2025

🔴 مبادرة دعم الشباب للترشح خارج الأحزاب... مشروع جميل في الظاهر، لكنه خطير في العمق!


فضاء الأطلس المتوسط نيوز/ بقلم الأستاذ محمد أقشتول
إذا كانت الحكومة تعتقد أن الأحزاب السياسية تؤدي مهامها على أحسن وجه، فلماذا إذن تُشجع الشباب على الهروب من الأحزاب؟
وإذا كانت تؤمن بأن هذه الأحزاب تجاوزها الزمن ولم تعد قادرة على التجاوب مع انتظارات المواطنين، فلماذا تُبقي عليها وتُغدق عليها الدعم العمومي بالملايين؟
أليس في الأمر تناقض صارخ؟
أي نموذج من "الشباب المستقل" تريده الحكومة؟
هل تريده شاباً مطيعاً، لا لون له ولا موقف، يُصفق ويصمت حين يُطلب منه ذلك؟
أم شاباً جريئاً حراً يُزعج السائد ويُدافع عن المصلحة العامة ولو على حساب الكراسي والمناصب؟
ثم لنسأل بصراحة:
هل هؤلاء الشباب المستقلون الذين ستُدعمهم الدولة مادياً وسياسياً سيعبرون فعلاً عن تطلعات المواطنين؟
أم سيُصبحون أدوات انتخابية جديدة بيد أباطرة الانتخابات الذين سيلبسونهم ثوب “الاستقلالية” لتجميل الواجهة فقط؟
وما الذي سيمنع هؤلاء "المستقلين" من أن يتحولوا إلى صوت مطيع داخل البرلمان، يسير وفق الأوامر لا وفق ضمير الناخبين؟
الحقيقة أن مثل هذه المبادرات، وإن كانت تتغنى بالشباب والتمكين والمواطنة، فإنها في العمق تُفرغ العمل السياسي من مضمونه الحقيقي، وتُضعف ما تبقى من الأحزاب الوطنية، وتفتح الباب أمام الفوضى السياسية المقنّعة بالشعارات الجميلة.
إن إصلاح الحياة السياسية لا يكون بتجاوز الأحزاب، بل بإصلاحها، بتجديد نخبها، وربط المسؤولية بالمحاسبة داخلها، لا بتفكيكها وتشجيع الناس على النفور منها.
فحين يتحول الترشح إلى مشروع مدعوم من الدولة بدل أن يكون مشروعاً نابعاً من إرادة سياسية حزبية حقيقية، فحينها يمكننا أن نعلن رسمياً وفاة السياسة بالمغرب... وولادة جيل من المنتخبين بلا هوية ولا التزام ولا موقف.


0 التعليقات:

إرسال تعليق