مدونة فضاء الأطلس المتوسط نيوز "مازلنا هنا نقاوم وضمائرنا مرتاحة،عندما لانستطيع القيام بعملنا،سنكسر أقلامنا،ولا نبيعها."

أرشيف المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

المشاركات الشائعة

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Powered By Blogger

التسميات

رايك يهمنا في شكل ومحتوى البوابة؟

المشاركات الشائعة

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

المشاركات الشائعة

Translate

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025

*مسار عبد الحق جوهري*


فضاء الأطلس المتوسط نيوز/بقلم الاستاذ :*محمد خلاف*
إنّ الفن الحقيقي غالبًا ما يولد من رحم المعاناة، يتشكل في أزقة ضيقة، وينضج على ضوء قصص الحياة اليومية البسيطة والمليئة بالتفاصيل. وتكتسب مسيرة الفنانين الذين ينحدرون من المدن السفلى  ومناطقها، أهمية ومكانة خاصة، فهي ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي مرآة تعكس صوت هذا المجتمع بكل ما يحمله من تحديات، أحلام، وطموحات.
​هذه المقدمة هي إطلالة على المسار الاستثنائي للفنان المتميز *عبد الحق جوهري* عازف مجموعة المشاهب  الذي لم تمنعه الظروف الصعبة ولا البيئة التي نشأ فيها من أن يطلق العنان لموهبته. فقد كانت الفقيه بن صالح  خشبته الأولى،وركحه الجميل، حيث استمد من تفاعلاتها وشخصياتها ومن حكايات أهلها وعاداتهم، مادة خامة أصيلة صقلت رؤيته الفنية وبعثت فيها روح العزف والتلحين...
في هذه الرحلة استطاع عبد الحق جوهري ، بأدوات بسيطة وعزيمة لا تلين، أن يتجاوز التوقعات ويصعد من قاع التحدي إلى قمة الإبداع، ليصبح أيقونة فنية لا تمثل نفسها فحسب، بل تمثل كل شاب من ابناء لاربعا يحلم بأن يحطم قيود الواقع ليبني عالمه الخاص على خشبة المهرجانات  في لوحة فنية  عبر نغمات موسيقية رائدة...
حيث انطلقت  إرهاصاته  الاولى وحبه للموسيقى من مجموعة الشعلة التي كانت تتشكل من اخيه الأكبر المرحوم عبد الواحد جوهري، حيث كانوا يتدربون بمنزلهم.....وفضول الطفل وعفويته جعلاه يعجب بمايرى ويسمع.... لتتشكل نقط حبه للاغنية الملتزمة...كما شارك صغيرا  رفقة الاستاذ عبد الحكيم مباشير عازف آلة  العود في اغاني الموشحات و تقليد اغاني مارسيل خليفة اثناء المناسبات الوطنية...
علاقته بالعزف انطلقت  من القيتارة المصنوعة من علب (فليطوكس)  مرورا ( بوتار الفكرون ذو الوترين)، دوما دون التوفر على الة بمعايير موسيقية مضبوطة الى حدود بداية التسعينات..... حيت شكل مجموعة  موسيقية بالفقيه بن صالح..رفقة خالد مخلص وبوشعيب حلوم وتامر عبد الفتاح...... واستمرت المجموعة الى حدود 1997.... حيث الحصول على أول آلة وترية حقيقية من قبل صديقه خالد مخلص وهي الة البوزق ...وتستمر الحكاية.  ..وللعلاقة الطيبة التي كانت تربط خالد مخلص والراحل محمد السوسدي عضو فرقة لمشاهب ولكون المحموعة كانت متفرقة انذاك..... 
ولحاجة محمد السوسدي الى عازف للتسجيل اقترحه خالد مخلص....واثناء كاستينغ بسيط وفي وقت قياسي أعجب الراحل السوسدي بأنامل عبد الحق.... ومن تم الانطلاقة مع محمد السوسدي وتسجيل البومات لم ترى النور لأسباب متداخلة..... .
وفي سنة  1999 اجتمعت مجموعة لمشاهب وكانت انطلاقة عبد الحق جوهاري المتألقة رفقة عمالقة لمشاهب الراحل محمد باطما،الراحل محمد السوسدي،الراحل الشريف لمراني،ومحمد حمادي....... 
وفي موازاة ذلك وأثناء توقف مجموعة لمشاهب يعود الى مجموعة الشعلة التي ترسو عجلاتها بمجرد غياب عبد الحق...، وسجل البوما مع مجموعة المشاهب في بداية سنة  2000 يتضمن 6 قطع، بعدها سجل رفقة خالد مخلص و مصطفى مفاضل و محمد مكتفي البوما مع مجموعة الشعلة... بعنوان (صرخة من رام الله)....وبعد وفاة محمد  السوسدي ....التحق بمحمد حمادي والمختار الميموني وسعيدة بيروك،،،في حلة لمشاهب الجديدة ليستمر معهم الى يومنا هذا...و سنتي 2017  و2022 سجل مع  مجموعة لمشاهب حمادي البومين  بقطع من ألحانه  الاولى بعنوان (حبل الذل) و(موسيقى صامتة،) من ألحانه أيضا...والشريط الثاني بقطعتين (مرفودة) و(حبك ياوطاني).... 
وهكذا، نختتم رحلة الإطلالة على مسار الفنان عبد الحق جوهري، عازف فرقة لمشاهب، الذي يمثل قصة نجاح فنية وإنسانية ملهمة. لقد كان صوت آلته ونغماته جزءًا أصيلًا من ذاكرة جيل كامل، وشاهداً على حقبة ذهبية في موسيقى المجموعات التي أثارت الوعي وحركت المشاعر.
​إن ما يميز جوهري ليس فقط مهارته الفائقة كعازف أو إسهامه الفني الكبير في فرقة أسطورية؛ بل إن بصمته الحقيقية تكمن في تواضعه الجم وإحساسه العميق بجذوره. 
فبالرغم من صعوده إلى قمة الشهرة، بقي وفيًا لـلاربعا التي انطلق منها، محافظًا على نقاء فنه.
​لقد جسد عبد الحق جوهري نموذج الفنان المتميز والإنساني الذي لم يبتعد عن نبض الشارع وهموم الناس. فكانت موسيقاه، ولا تزال، ترنيمة صادقة تنقل أحاسيس المجتمع، مؤكدًا أن الفن الحقيقي ليس مجرد استعراض للموهبة، بل هو جسر من المحبة والتواصل العميق بين الفنان وجمهوره.

0 التعليقات:

إرسال تعليق