الذكرى11 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم إفران
أية فاعلية وأي تفاعل؟
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط"/آزرونيوز-محمد عبيد*/*
تخلد عمالة إقليم إفران يوم الجمعة 27ماي 2016 الذكرى الحادية عشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتنظيم يوم خاص يتميز بإقامة معرض للمنتوجات المحلية الذي سيحتضه وسط المدينة على مدى 4ايام....
وسيعرف الحفل الرسمي الذي سيترأسه السيد عبد الحميد المزيد عامل إقليم لإفران بقاعة المناظرات تقديم عرض حول تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم إفران...
ويذكر أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جاءت كهندسة اجتماعية حقيقية تتجسد من خلال تحديد طرق التدخل مع اعتماد طرق تفضي إلى نتائج قوية واستخدام وسائل غير مكلفة، وتكوين الموارد البشرية المؤهلة والسهر على سير المبادرة، ووضع آليات مراقبة ورصد لظواهر الفقر و الإقصاء بكل موضوعية ويقظة وشفافية، واعتبار انطلاقتها فرصة مواتية للتصالح مع الذات ومع المجتمع، مع الاعتماد على مفاهيم جديدة كالمقاربة التشاركية والمقاربة المندمجة، التشخيص التشاركي التقييم، الافتحاص والمراقبة... فضلا عن ما تجتهد فيه الإدارة من محاولات الانفتاح على جمعيات وهيئات المجتمع المدني وجعلها شريكا أساسيا يجب استشارته والعمل بجانبه... هذا في الوقت الذي تعتبر فيه المبادرة برنامجا نابعا من الإرادة...
فلا يسعني بصفة شخصية إلا أن أشيد بالمجهودات التي تسعى إلى خلقها وإحداثها عمالة إقليم إفران فيما يخص إجمالي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم إذ يمكن القول أن المشاريع والبرامج المنجزة منها توزعت بين تلك الخاصة بدعم الولوج للتجهيزات والخدمات الأساسية والتنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي وتقوية الخدمات الصحية، بالإضافة إلى دعم المؤسسات التعليمية مشاريع خصص بعضها لبناء وتجهيز المدارس منها الجماعاتية ودور الطالب وتوفير النقل المدرسي لبعض التلاميذ في العالم القروي...
أما بخصوص الأنشطة المدرة للدخل والمحدثة لفرص الشغل، فقد أنجزت منها جملة من المشاريع عبر تنفيذ مشاريع منتجة خصوصا إذا ما استحضرنا ما حملته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من آمال وطموحات كبيرة، لتجاوز واقع التهميش والهشاشة، وتخفيف آثار الفقر، باعتبارها مشروعا مجتمعيا يساهم في تقوية خدمات الدولة والجماعات المحلية ،ويهدف إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للسكان، مكنت من إذكاء دينامية للتنمية البشرية متناغمة مع أهداف الألفية التي ترتكز على إشراك وإدماج المواطنين في المسلسل التنموي...
وهذا بفضل الدور الذي تلعبه اللجنة الإقليمية باعتبارها من أهم أجهزة الحكامة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية كفضاء للتشاور والحوار والتفكير بين مختلف الفاعلين التنمويين على صعيد هذه العمالة، تكريسا لثقافة التشارك وتحقيقا للمرامي السامية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لما لها من أهمية ودور القطب الاجتماعي المحدث على مستوى هاته العمالة، والذي يضم في تركيبته المصالح الإدارية والتقنية للدولة، وفعاليات مدنية أخرى...
لكن مع كل هذا يبقى التشديد على أهمية القطاع الخاص ودوره الهام في دعم الأنشطة المدرة للدخل٬ وضرورة التركيز على الأنشطة ذات القيمة المضافة للمواطن والموفرة لمناصب شغل.
و من جهة أخرى وبحسب منظوري الشخصي ومن خلال تتبع ومواكبة مجال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم إفران كنموذج للواقع الوطني ،في الوقت الذي تعتبر فيه الحكامة الجيدة بمبادئها المرتبطة بالتخطيط، وبالرؤية الإستراتيجية، وبالمحاسبة، وبالمساءلة، وبحكم القانون، وبالمساواة والشفافية، وبالتنظيم والمراقبة سواء كانت قبلية أو آنية أو بعدية بمثابة ركيزة أساسية لإنجاح المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإنه إذا ما حاولنا الوقوف على أهم الإكراهات سواء كانت إدارية أو مالية، فإن ابرز الإكراهات الواجب إيلاؤها الاهتمام و التفاعل الايجابي معها هي تلك الإكراهات الفلسفية التي تبقى أيضا ضرورة ملحة للوقوف عليها، إذا علمنا أن هاته الإكراهات الفلسفية تتمثل أساسا في عدم استيعاب الفلسفة الجديدة خصوصا في المجال السياسي الذي يبقى البعض منه بعيدا كل البعد عن مفهوم التشاركية وما تتطلبه من مصداقية والتزام بالوفاء ليدفع إلى مجال المبادرة الوطنية الوقوع في متاهات أغراض شخصية وأهداف إيديولوجية التي تتنافى وأغراض المبادرة الوطنية للتنمية البشرية جملة وتفصيلا كما جاء في مناسبات سابقة من كلام وتوجيهات جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده الذي ركز بل أعلن عن رفضه لتسييس المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حيث جاءت فقرات تفسير أغراض وأهداف هذا المجال في تاريخ 18 ماي 2005، حين أعلن جلالته، حفظه الله، في خطابه السامي انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، معتبرا هذا الورش الكبير إجابة على الإشكالية الاجتماعية في المغرب، و في إطار المتابعة والتقويم، قرر جلالة الملك - نصره الله-في خطابه السامي ليوم30 يوليوز2009، بمناسبة عيد العرش، على أساس النتائج الأولية لمبادرة التنمية البشرية،" بإعطاء دفعة جديدة وقوية لهذا الورش الدائم، انطلاقا من توجيهاتنا التالية:
أولا: توخي المزيد من النجاعة والمكتسبات... و لأجل ذلك، ندعو كافة الفاعلين عند إعداد مشاريعها إلى مراعاة نوعيتها واستمراريتها، والتقائها مع مختلف البرامج القطاعية، ومخططات التنمية الجماعية.
ثانيا : ضرورة إخضاع مشاريعها للتقييم والمراقبة، والأخذ بتوصيات المرصد الوطني لهذه المبادرة.
ثالثا : التركيز على المشاريع الصغرى الموفرة لفرص الشغل وللدخل القار، لاسيما في هذه الظرفية الاقتصادية الصعبة".
كما أن المجال الإعلامي يضطلع من جهته بمهمة حساسة لتنوير الرأي العام وتسليط الأضواء بكل موضوعية عن ايجابيات واختلالات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، إعلام رغم ضعفه إقليميا (بالرغم مما قد يسجل من مبادرات أيضا في هذا الوسط لمواكبة العمليات المرتبطة بالمبادرة الوطنية إن محليا أو إقليميا حيث تبقى ضعيفة – وهذه حقيقة وجبت إثارتها في حقنا كإعلاميين) نظرا للدور الذي يراد منه إطلاع الجميع بفحوى المبادرة-، قلت الدور الإعلامي الذي يراد منه إطلاع الجميع بفحوى المبادرة وببرامجها وفلسفتها، وعدم اقتصاره على الهيئات واللجان المتصلة مباشرة بالمبادرة، أو الباحثين، الشيء الذي سيجعل المبادرة برنامجا تفييئيا، في حين أنه برنامج منفتح على كل طاقات المجتمع.
وأمام هذه المواقف، يبقى المواطن عنصرا مهما في العملية التنموية، والمواطنة تعتبر سبيلا من سبل إنجاح المبادرة من أجل تنمية بشرية ملؤها التكامل والتضامن والتعاون..
وتبقى كذلك العلاقة بين المواطنة والتنمية البشرية علاقة متينة، على أساس أن بناء الوطن هو قوام المواطنة، والتنمية البشرية هي بناء الوطن بالمعنى الشامل، فكلما كانت المواطنة أصيلة وقوية، كلما كان إسهام المواطن في التنمية البشرية فاعلا ومؤثرا، وبالتالي حينما نؤكد على أخلاقيات المواطنة، نكون في الوقت نفسه نؤكد على ترسيخ أسس التنمية البشرية التي تهدف إلى تحقيق التقدم والرفاهية لجميع أفراد المجتمع.