حكاية مدرسة وهمية في آزرو عمرها 15 سنة لا تظهر سوى على الورق
والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس-مكناس ترفع يدها عن إتمام المشروع؟
*/*البوابة الإلكترونية"فضاء الأطلس المتوسط نيوز"*/*
ملف من إنجاز: محمد عبيد - آزرو –
مر عقد ونصف من الزمن و لا زال مشروع بناء مدرسة بمدينة آزرو وبإقليم إفران وقد مضى ما لايقل عن السنتين على المدة المقررة للعطاء، لم يتم استكمال العمل فيه وبحاجة إلى عدة أشهر لانجاز المشروع بالتمام (إن شاء الله ؟)... وأقرت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بإفران بتعثر المشروع وتجاوز المدة القانونية لأكثر من عامين، مرجعة ذلك لعدة أسباب أبرزها غياب السيولة المالية لدى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس مكناس، وعبرت في أكثر من مناسبة على أنها تتابع انجاز المشروع وحل المشاكل التي تواجهه بعد العثرات التي تعرض لها، وأنها تتابع مجريات العمل بالمشروع منذ بدايته، وأنها قامت وفق الأطر والمرجعيات الرسمية بإبلاغ الوزارة بهذا الواقع والتي بدورها خاطبت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين حول تأخر انجاز المشروع الذي تجاوز المدة القانونية، وتأمل انتهاء العمل في أسرع وقت... إلا أن سكان المنطقة المجاورة للمدرسة يعبرون في السر والعلن عن حاجتهم إلى هذه المدرسة كونها ستخفف عنهم هموم تنقل فلذات أكبادهم إلى مدارس بأحياء تفصلها بين مساكنهم طرق كلها محفوفة بالخطر على أبنائهم..
مشروع مدرسة يعرف التأرجح بين حضورها في الأوراق الرسمية لدى وزارة التربية الوطنية كمدرسة نشيطة مفتوحة في وجه العموم من الأطفال المتمدرسين وهي لا تعدو إلا في احسن الأحوال ورشة أشغال لم تكتمل بعد لعدة أسباب لاتزال مبهمة لدى الرأي العام المحلي بآزرو والإقليمي بصفة عامة باقليم إفران حيث تحمل الجهات المسؤولة حاليا بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بفاس مكناس هاته الأخيرة التي يظهر أنها رفعت يدها عن مسؤولية إتمام الأشغال لغياب السيولة المالية وإلى كون المدرسة كانت مبرمجة في سالف الأكاديمية المقبرة مكناس تافيلالت ...
وحيث تثير هذه القضية حدثا يشغل بال الرأي العام بمدينة آزرو كان لزاما أن نثير عبر هذه الورقة بعضا من مسار أحداث هذه المدرسة وما رافقه من أسباب راجت بخصوص تعثر الأشغال التي دخلت سنتها الثانية من حيث التوقف...
ويعود تأريخيا وضع الحجر الأساس لبناء مدرسة بحي النخيل إلى سنة 2001 حيث كان أن تم وضع الحجر الأساسي بمناسبة ذكرى عيد الشباب بإشراف السيد لحسن العلام عامل إقليم إفران آنذاك رفقة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين المدعو حانون ... إذ كان منذه أن تأرجحت عدة أسامي لها منها تسميتها ب"مدرسة بن تاشفين " فتغيرت التسمية ب"مدرسة النخيل"،.... مدرسة كانت مبرمجة ضمن مجموعة من المشاريع بالساحة الوسط لحي الاطلس2 ضمنها مشروعي إحداث مستوصف ومركز للأمن الوطني بهذا الحي... وقد مرت سنوات عن وضع الحجر الأساس لهذه المؤسسة دون أن تنطلق الأشغال بها اضطر سكان الحي إلى رفع أصواتهم عبر بعض المنابر الإعلامية خصوصا مع ماكان أن لاكته الألسن كون مشروع المدرسة تم إقباره لجملة من المعطيات التي رافقت ما بعد إعلانه من بينها أن ميزانية بناء المؤسسة قد تم تحويلها سنة 2002 لإعادة بناء مدرسة المسيرة الخضراء التي كانت موضوع ضجة تلك السنة حين كانت مرشحة هذه الأخيرة من جهتها لإقبارها نتيجة تصدعها من البناء المفكك، وهي التفاعلات التي اضطرت معها وزارة التربية الوطنية في عهد الوزير عبدالله ساعف إلى تحويل اعتماد مدرسة النخيل لفائدة إعادة بناء مدرسة المسيرة الخضراء لتجاوز غضبة الآباء وأولياء التلاميذ بهذه الأخيرة....
ومع حلول سنة 2012 تجدد الحديث عن مدرسة النخيل بحي الاطلس2 خصوصا بعد أن شاعت أخبار مفادها أن وزارة التربية الوطنية في عهد الوزير محمد الوفا قد طالبت قبل انتهاء الموسم الدراسي2012/2011من النيابة الإقليمية بإفران والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مكناس – تافيلالت استرجاعها الاعتمادات (ما قدره 1,5 مليار درهما) التي كانت مخصصة لانجاز مشاريع بنيوية بإقليم إفران حتى تكون جاهزة مع انطلاقة الموسم الدراسي 2013/2012.. وكان ضمن المشاريع البنيوية التي تم التراجع عنها أو إقبارها آنذاك:1- مشروع بناء إعدادية بحي الرتاحة في آزرو.- 2- بناء ثانوية بجماعة وادي إيفران- --3- بناء إعدادية بحي الأطلس بإفران – 4- إحداث داخلية بإعدادية جماعة تزكيت..- 5- إحداث نواة لثانوية تأهيلية بتعاون مع جماعة تيمحضيت...وحيث لم يعرف مع هذا الإجراء أي مصير لمشروع بناء مدرسة النخيل تساءل الساكنة " فإلى متى سيظل الوضع كما كان هو عليه بالنسبة لبناء مدرسة بحي الاطلس2؟".. ومنها إثارة الموضوع إعلاميا إذ وصف المشروع ب"مدرسة شبح" بمدينة آزرو رقعتها آنذاك عبارة عن مزبلة بين حي الاطلس2 وتجزئة النخيل تعتبر قائمة الذات في الحياة المدرسية لدى وزارة التربية الوطنية أطلق عليها اسم "مدرسة الرتاحة".. ولتزيد غرابة سكان محيطها عند علموا بتعيين مدير وأساتذة إثر ترويج النيابة الإقليمية حركة انتقالية ومدعية أنها جرت قبل سنتين (الحركة الانتقالية برسم 2010 و2011) وبالتالي اعتبار المدرسة وبأطرها نشيطة؟؟؟؟، ولكن على الورق كان ذلك فقط... في حين لم تكن هناك أية بوادر انطلاقة أشغال بنائها رافقتها أعذار غير مفهومة من قبل القائمين عن الشأن التعليمي بالإقليم سيما عندما خرجت لجن متعددة الاختصاصات لمعاينة البقعة الأرضية لهاته المؤسسة التعليمية الشبح استفزت مشاعر الساكنة في انتظار حضور حقيقي لمؤسسة تتغنى بوجودها وزارة التربية الوطنية على الأوراق الإدارية المعتمدة...
وزارة التعليم وبالخصوص الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مكناس – تافيلالت في عهد السيد محمد أضرضور خففت حينه من توثر المواقف بالإعلان بل بالقيام من جديد بوضع الحجر الأساس لبناء مدرسة الرتاحة في تاريخ الثلاثاء20نونبر2012 بغلاف مالي يناهز07 مليون درهم(6.958.718درهما) بهدف توسيع العرض التربوي وتوفير الخدمات التعليمية لفائدة تلميذات وتلاميذ أحياء" الأطلس2 والنخيل والفرح والتكوين "محددة مدة الأشغال في سنة واحدة ... المناسبة التي كان أن اشرف عليها السيد جلول صمصم عامل إقليم إفران والسيد لحسن الواردي نائب وزارة التربية الوطنية بإقليم إفران ...وتضمن تصميم المدرسة بناء07 قاعات للدرس وجناح إداري ومطعم ومستودع للرياضة وملعب ومسكن المدير ومسكن للحارس الليلي وقاعة للأساتذة...
إلا أنه كان أن سجل مجرد الانطلاقة توقف الأشغال بورشة بناء هذه المدرسة كل حين؟؟؟
فبعد التوقف الأول نهاية يوليوز2013 لأشغال البناء والتي كانت قد انطلقت في دجنبر 2012 والمحددة أشغالها في12 شهر حيث تعليل تعثر الأشغال وحسب الوضعية آنذاك التي لم تتجاوز70% هو السيولة المالية؟.. وبحسب ما كان أن أعلن عنه المسؤول عن الورشة أنها ستستأنف الأعمال بها مباشرة بعد عيد الأضحى من سنة2014 إذ رد التوقف لأسباب ارتبطت بالسيولة المالية... لم تسر الأمور كما تم التعهد بها ليكون التوقف الأخير منذ الصيف السابق 2015 إلى حد الآن أبرز التعثرات المثيرة في إتمام إنجاز هذه المدرسة..
موضوع تأخير بل توقف أشغال بناء مدرسة الرتاحة الكائنة بحي الآطلس2، أثار دوما حفيظة السكان بمحيطها والذين استغربوا في أكثر من فرصة أسباب هذا التعثر في وقت كانوا يأملون فيه أن يتيح إنجاز هذه المدرسة في الوقت المحدد لها فرصة لتمكين بناتهم وأبنائهم من حق التمدرس عن قرب وبالتالي التخفيف عنهم عناء التنقل اتجاه مدارس مجاورة ... ومتأسفين عن كون أشغال بناء المدرسة لم تسر سيرها العادي بل توقفت هذه الأشغال لمدة ناهزت السنة بالكامل.. علما أن المدرسة قد تم من جديد وبشكل رسمي وعلني هذه المرة تعيين إدارتها وأطر التدريس بها(06أستاذات وأستاذة) منذ بداية السنة الدراسية 2016/2015...
تعثر الأشغال النهائية بهذه المدرسة كان موضوع رسالة خلال الموسم الدراسي السابق (2016/2015) من قبل سكان مجموعة أحياء الأطلس2 والأحياء المجاورة إلى عدد من المسؤولين محليا وإقليميا وجهويا (عمالة إفران، باشوية مدينة آزرو، المديرية الجهوية للتربية والتكوين فاس-مكناس، المديرية الإقليمية للتربية والتكوين بإفران، الجماعة الحضرية آزرو...) التمسوا من خلالها تصحيح الوضع ورفع الضرر التي تتكبده فلذات أكبادهم في حق التمدرس عن قرب...وذلك باستعجال الأشغال بالمدرسة حتى تكون جاهزة على الأبعد وقت من الانتظار وقابلة لاستقبال فلذات أكبادهم مع بداية الموسم الدراسي الجديد2017/2016...
فكان أن جاء بخصوص الشكاية تصريح للسيد أحمد امريني المدير الإقليمي للتربية والتكوين بإفران الذي قال:"أن المديرية برمجت اعتماد افتتاح مدرسة الرتاحة بشكل رسمي عند افتتاح الموسم الدراسي 2017/2016 محملا توقف هذه الأشغال إلى المقاولة المتعهدة بها وأن إدارته وجهت رسالة إعدار(Mise en demeure) للمسؤول عن المقاولة لاستئناف الأشغال وإلا ستسحب منه الصفقة؟"...
لكن يظهر أن واقع الحال ليس هو واقع اللسان؟
ذلك أنه وقد حل الموسم الدراسي الجديد2017/2016 وحيث أمل السكان في أن يتم إعفاء فلذات أكبادهم من تعب وهموم تنقل صغيراتهم صغارهم إلى مدارس بأحياء مجاورة تتطلب معها الحيطة والحذر مع الطريق التي بها شوارع تعرف حركة سير وجولان لمحركات منها ما لا تحترم قانون السير تشكل خطرا على المارة عموما وتشد أكباد الأطفال المتمدرسين المتنقلين من الأطلس2 وما جاوره إلى كل من مدرسة الخنساء بحي النجاح ومدرسة الإمام علي بحي بويقور واللتين تعرفان اكتظاظا في أقسامها الدراسية، وحيث أن مدرسة الرتاحة كما استقر عليها الاسم رسميا تعتبر مدرسة نشيطة في الخريطة المدرسية بالإقليم ولدى الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس مكناس وأيضا عند الوزارة الوصية استنادا إلى المناصب والمهام المسندة المعلن عنها من خلال توفير ادارة وهيئة تدريس التي ستكون للسنة الثانية على التوالي معتبرة موارد بشرية في خانة الفائض عن الحاجة بمقر مؤسساتها الأصلية في انتظار "گودو"؟ (أي الذي قد يأتي أو قد لايأتي؟)... ولتتسرب من جديد معلومة أن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين قد رفعت يدها عن إتمام أشغال بناء هذه المدرسة لغياب السيولة المالية الكافية؟...
وليبقى تحقيق انتهاء الأشغال بين كفي عفريت؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق